محمد عثمان الثبيتي ـ المدينة المنورة
ما زالت مراكز رعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية في بداياتها؛ وتحتاج إلى دراسات علمية ميدانية مستمرة؛ بهدف الوقوف على واقعها وتشخيصه، ومعرفة مدى تحقيقها للأهداف والسياسات والواجبات التي يجب أن تقوم بها تجاه هذه الفئة من الطلاب. وقد ركزت الدراسة التالية على تشخيص الواقع الإداري لمراكز الموهوبين في المملكة، فطرحت تساؤلًا عريضًا عن واقع إدارة مراكز رعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية من وجهة نظر القائمين على هذه المراكز.
للأغراض العلمية المنهجية كان لزامًا تفريع التساؤل الرئيس للدراسة إلى عدد من الأسئلة التي من أهمها: ما مدى مناسبة الهيكل التنظيمي في مراكز رعاية الموهوبين لتحقيق الأهداف التي وضع من أجلها؟وما المعوقات الإدارية التي قد تحد من تفعيل الهيكل التنظيمي لمراكز رعاية الموهوبين؟ وما الصفات اللازمة فيمن يتولون إدارة مراكز رعاية الموهوبين والإشراف على وحداتها؟ وما مصادر تمويل مراكز رعاية الموهوبين في المملكة؟ وما مدى توافر الإمكانات الفنية اللازمة في مراكز رعاية الموهوبين؟ وما مدى توافر الإمكانات المادية اللازمة في مر?كز رعاية الموهوبين؟ وما مدى توافر التجهيزات اللازمة في مراكز رعاية الموهوبين؟ وما واقع التنسيق والتكامل بين مراكز رعاية الموهوبين من جهة، والإدارة العامة لرعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم من جهة أخرى.
وتسلّم الدراسة مبدئيًا بأن إدارة مراكز رعاية الموهوبين يجب أن تكون إدارة مثالية تعي بعمق أهمية الطلاب الموهوبين، واحتياجاتهم الحالية والمستقبلية، آخذة بالأساليب الإدارية الحديثة، منتهجة طريق الإبداع والبعد عن النمطية، والتقليدية الموجودة في المدارس العادية، بهدف الوصول إلى صيغة موضوعية لتحقيق الأهداف العليا لسياسة التعليم التي رسمتها الدولة للاهتمام بهذه الفئة.
إرهاصات مؤسسية:
يمكن تقسيم التطور التاريخي الحديث لبرامج رعاية الموهوبين، بناء على التجارب التي أرهصت بقيام رعاية الموهوبين تربويًا من خلال مؤسسات متخصصة، ومنها:
1-التجارب البريطانية (1822-1911 م)؛ وبدأت بالعالم جالتون الذي درس مجموعات من مشاهير رجال القضاء والإدارة والقادة والعسكريين بهدف إيجاد العلاقة بين الوراثة والعبقرية. وكاتل Cattel الذي استخدم العمر العقلي لأول مرة, وأنشأ مؤسسة في أمريكا للمقاييس الفردية. ويعد أول من استخدم الدراسات الارتباطية بيرسونPearsonحيث طور معاملات الارتباط, إضافة إلى دراساته للعلاقات الداخلية للعناصر المختلفة التي تصنع الذكاء من خلال طرائق الارتباط. وهناك سبيرمان spear Man الذي دعم نظرية الذكاء العام والذكاء الخاص, وأكد أهمية العمليات الإحصائية في معرفة كيفية ترابط مقاييس القدرات المختلفة بعضها مع بعض.
2 – التجارب الفرنسية (1857-1938م)؛ وبدأت بالعالم بينيه Binet الذي وضع أول اختبار للذكاء متضمنًا استخدام العمر العقلي، وبذلك مهد الطريق للبحث في مجال الموهوبين. وستيرن Stern الذي أكد مفهوم النسبة العقلية الذي يصف الاختلافات بين نسبة العمر العقلي والزمني. ثم جاء جودارد الذي قام بمراجعة وتعديل اختبار بينيه عام 1908م، وأدخله إلى أمريكا سنة 1916م، كما تركزت اهتماماته على الخدمات التعليمية للمعاقين عقليًا.
3 -التجارب الأمريكية (1844-1956م)؛ وبدأت بجهود العالم ستاتلي هول Stataly Hall الذي أسس أول مختبر نفسي في أمريكا، ثم أتى بعده أدمون ستانفوردE.C.Sanford الذي ركز على استخدام القدرات الحركية والحسية بدلًا من العمليات العقلية المعقدة. ثم جاء لويس تيرمان Leuis terman الذي درس الموهوبين عبر دراسته الطويلة التي استمرت خمسة وعشرين عامًا, وأدت إلى الاهتمام بالموهبة كمفهوم علمي, ومهدت الطريق للأبحاث العلمية والعملية للكشف عن الموهوبين ورعايتهم في مدارس الولايات المتحدة, كما استخدم مفهوم الموهبة بدلًا من العبقرية.
وتعد الحرب العالمية الثانية نقطة تحول انعكس أثرها على جميع المجالات ومنها المجال التربوي؛ مما أدى إلى زيادة اهتمام الوالدين بسير العملية التربوية في المدارس, ولعل أبرز ملامح هذا الاهتمام تمثل في النشاطات التالية: تأسيس الجمعية الأمريكية للأطفال الموهوبين عام 1947 م، ونشر ويتي wittyكتابه عن الموهوبين عام 1951م، وتشكيل الجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين عام 1953م. ويعد نجاح الروس في عام 1957م في غزو الفضاء الشرارة الأولى التي استفزت الأمريكان، وأدت إلى إيجاد قناعة بأن التقدم التكنولوجي الروسي لم يأت من فراغ, بل جاء نتيجة تفوق مواهبهم وفاعلية طرق تعليمهم ورعايتهم للموهوبين, مما أدى إلى اتساع النظام التعليمي الأمريكي ليشمل تقديم أفضل البرامج والنظم التربوية لإعداد الموهوبين ورعايتهم باعتبارهم أمل أمريكا.
كما تطورت الأبحاث والدراسات التي اهتمت بالموهوبين في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغت في عام 1950م ثلاثمائة وثمانين بحثًا, قفزت إلى ألف ومائتين وتسعة وخمسين بحثًا في عام 1965م, كما ازدادت ميزانية الإنفاق على البرامج التربوية الخاصة بالموهوبين بين عامي 64-1968م بنسبة 94%, واهتم المتخصصون بتوفير أساليب الرعاية التربوية المناسبة للموهوبين سواء في مدارس خاصة بهم أم في برامج خاصة لبعض الوقت من اليوم الدراسي.
ومع بداية النصف الثاني من القرن العشرين تطور مفهوم الموهبة وتحول من مجرد مفهوم الذكاء إلى أن اشتمل على ذوي القدرات الابتكارية. ولعل أول من نادى بهذا المصطلح الشامل “جيلفورد” الذي نبه إلى ضرورة الاهتمام بدراسة ذوي القدرات الابتكارية من الأفراد.
أما في العالم العربي فقد تنبه التربويون إلى رعاية الموهوبين حديثًا، وأدركوا أن السبيل الأمثل لتطوير بلدانهم والحفاظ على مقدراتهم ومكتسباتهم يتمثل في الاهتمام بقدرات أبنائهم الموهوبين وتنمية مهاراتهم. وتعد مصر أول بلد عربي أنشأ فصولًا للمتفوقين عقليًا عام 1955م ألحقت بمدرسة المعادي الثانوية بالقاهرة. كما أنشأت بعض المعاهد الفنية لرعاية ذوي المواهب الخاصة في مجالات الفن التشكيلي والتمثيل والميكانيكا. ومن أبرز مظاهر الاهتمام العربي بالموهوبين ما يلي:
-السماح بالتسريع الأكاديمي، أو التقدم عبر درجات السلّم التعليمي خلال مرحلة الدراسة الأساسية.
– إنشاء مدارس خاصة للطلبة الموهوبين يقبل فيها الذين يظهرون تحصيلًا رفيعًا, وقدرات إبداعية وعقلية استثنائية.
-إنشاء مراكز ريادية إثرائية يقضي فيها الطلبة الموهوبون بعض الوقت، ويتزودون بخبرات تربوية تغني المناهج الدراسية الرسمية.
– تقديم منح دراسية لأوائل الثانوية العامة, لإكمال دراساتهم الجامعية.
– عقد مسابقات سنوية (على المستوى العربي ) في مجالات الإنتاج الإبداعي الأدبي والفني والعلمي.
– عقد بعض المؤتمرات العلمية التي يشارك فيها أكاديميون ومربون على المستوى العربي بهدف مناقشة موضوعات تتعلق بتنمية الموهبة والإبداع.
تنامي الاهتمام المؤسسي:
الاهتمام بتربية الموهوبين في مؤسسات تربوية خاصة في تزايد مستمر حول العالم، ومن العوامل التي ساهمت في تزايد الاهتمام بتربية الموهوبين مؤسسيًا ما يلي:
1 -حركة القياس العقلي: التي تعد محورًا رئيسًا لبرامج التعرف على الأطفال الموهوبين واكتشافهم، فهي عملية تشخيص للموهوب والمتفوق لأي غرض؛ لذا فإنها تتطلب قياسًا لقدراته ومدى استعداداته. وساعدت حركة القياس العقلي في دفع مشروعات تربية الموهوبين إلى الأمام, وتطورت بفضل مجهودات الكثير من العلماء التربويين, إلا أن ثلاثة منهم تركوا بصمات واضحة في تقدم هذه الحركة وهم فرانسيس جالتون, وألفرد بينيه, ولويس تيرمان.
2 -سباق التسلّح: الذي ظهر بين القوتين العظميين أمريكا والاتحاد السوفيتي (سابقًا) نتيجة لحالة التوتر وتبادل التهم, وعدم الثقة بينهما, مما أدى إلى تطوير جميع أنواع أسلحة الدمار، وما كان ذلك ليتحقق لولا أن يكون للموهوبين والمتفوقين أكاديميًا وتقنيًا دور فاعل في جميع الميادين والمجالات؛ فأي أمة عند مواجهة التحديات ستعتمد حتمًا على أبنائها الأكثر قدرة وكفاءة في تنفيذ المهمات الصعبة. ولعل الشرارة التي أوقدت الاهتمـام بالموهـوبين في أمريكا هي إطلاق الروس للقمـر الصناعي (سبوتينك) عام 1957م وانعكس ذلك على مجال الاه?مام بتربية الموهوبين وتعليمهم في مجال برامج العلوم في أمريكا, فانعقدت المؤتمرات, وهيئت المخصصـات لمعالجـة الخلل في الأنظمـة التربوية القائمة, ويعد مؤتمر وودزهول Woodsholl الذي عقد في جامعة هارفارد أول ردة فعل نتج عنها تطوير مناهج الرياضيات والعلوم الحديثة في الولايات المتحدة.
3 -الانفجار المعرفي: يشهد العالم انفجارًا معرفيًا متواصلًا وشاملًا لجميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية ؛ مما أدى إلى بروز مشكلات تحتاج إلى حلول عملية لها, ولن نجد الحل ما لم نُعِد النظر في الدور التي تقوم به المؤسسات التربوية, خاصة في مجال تطوير محتوى المناهج المدرسية وإثرائها تمهيدًا لفهم ومعالجة مشكلة الفروق الفردية بصورة عامة, وتلبية احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين بصورة خاصة.
ومن أشهر الجمعيات المهنية في هذا المجال الجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين التي أنشئت عام 1952م في أمريكا, وأصدرت مجلة الطفل الموهوب الرُّبعِّية (3 أشهر) عام 1956م. كما أنشئت جمعيات مشابهة في بريطانيا عام 1966م وفرنسا عام 1971م, وعقد أول مؤتمر حول الموهوبين في لندن عام 1975م, واشتملت أعماله على بحوث ومناقشات حول موضوعات متعددة, وقام مندوبو الدول بعرض تجارب بلادهم في مجال خدمة الأطفال الموهوبين والمتفوقين.
في الوطن العربي؛ فمن أبرز المؤسسات المهتمة برعاية الموهوبين المؤسسات التالية:
أ-مكتب التربية لدول الخليج بالرياض.
ب -المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة.
ج -المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين في عمّان.
د- مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
هـ الإدارة العامة لرعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم.
معلمون موهوبون:
بات من الضروري رعاية الموهوبين في مراكز متخصصة يوجد فيها مجموعة متجانسة من العاملين المتصفين بخصائص معينة تتناسب وطبيعة الطلاب في هذه المراكز؛ ومن هذه الخصائص حفز الموهوبين، وإيقاظ مواهبهم، وإشباع اهتماماتهم التي تتطلع دائمًا وتتجه نحو الأعمال والجوانب غير المألوفة. والتعاون مع أسرة الموهوب والمجتمع المحلي. وتسخير الإمكانات المتاحة لاستغلال ميول الموهوبين, والاستفادة منها لأبعد الحدود.
وقد تبين من الدراسات التي أجريت على المعلمين الذين عملوا مع الموهوبين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ أن خصائص المعلم الناجح في تعليم الموهوبين تتلخص في التالي:
1-التفوق في الذكاء: لكي يتجاوب مع الموهوبين بفطنة وذكاء.
2-نضوج الشخصية من الناحية الاجتماعية والانفعالية: حتى يكون قادرًا على المبادأة واتخاذ القرارات.
3-سعة الاطلاع: ليكون موضع احترام وتقدير الطلاب الموهوبين.
4-الخبرة: لكي تعطيه قدرة على التعامل مع المواقف التربوية التي يتعرض لها واكتساب المهارة في إمكانية حلها بسهولة.
5 – الرغبة في التدريس للموهوبين، لأن قناعة ورغبة المعلم بهذا العمل تؤدي إلى نجاحه فيه.
6 – التدريب: بحيث يكون قبل وأثناء العمل حتى يكون على صلة بما يستجد في رعاية الموهوبين.
لذلك فإن عدم توفر الخصائص السابقة في المعلمين تؤدي إلى وقوعهم في أخطاء الكشف عن الموهوبين ومن أهمها:
1 -أن المعلم قد يبحث عن قدرات معينة في الطفل ظنًا منه أن تلك القدرات هي من سمات الطفل الموهوب، ويكون مخطئًا في تقديره.
2 -أن بعض الأطفال الموهوبين لا يكشف عن ذكائهم في الصف، بحيث يكون ملموسًا وواضحًا, فلا يدرك المعلم مواهبهم.
3 -أن بعض الموهوبين يمقت النمطية والامتثال للأنظمة, ولا يستجيب للإرشادات، فيظن المعلم أنهم من الحالات المشكلة، كما أن هناك فئة أخرى من ذوي التفكير والإدراك البطيء؛ ويرجع عدم اهتمامهم هذا إلى أنه لا يوجد في البرنامج المدرسي ما يتحدى قدراتهم.
4 – يظن المعلم أحيانًا أن الطفل الموهوب لا بد أن ينحدر من بيئة مركزها الاجتماعي فوق المتوسط، وأفرادها من الذين يعملون في مهن فنية عالية, ولذلك نجد أن بعض المعلمين يُهْمل أبناء الطبقة الفقيرة عندما يراهم في ملابس متواضعة, أو يلمس في اتجاهاتهم ما يوحي بأنهم دون المستوى المنتظر.
5-تكدس الصفوف وازدحامها بأعداد كبيرة من الطلبة, وازدياد نصاب المعلم من الطلبة والحصص التدريسية؛ هذا يجعل من الصعوبة على المعلم الإلمام بطلبته من حيث ظروفهم وقدراتهم وهواياتهم وميولهم.
6 – يعتمد حكم المعلم على طلبته في نجاحهم وتفوقهم في المناهج الدراسية, وفي كثير من الأحيان لا توافق هذه المناهج هوى الطلبة, ولا تشبع ميولهم ولا تكشف قدراتهم ؛ فالنتيجة أن ينصرف الطالب الموهوب عن هذه المناهج أو يهمل فيها لأنها رتيبة في نظرة لا جديد فيها, فهي لا تشحذ ذهنه أو تشد انتباهه
7 – قصور الأساليب والوسائل التي تستخدمها المدرسة وعجزها في التعرف إلى الموهوبين, فالمعلم يكاد يعتمد فقط على الملاحظة الشخصية, والتحصيل الدراسي في الحكم على الطلبة.
وإدارة موهوبة:
الإدارة عملية تكامل الجهود الإنسانية في الوصول إلى هدف مشترك، إضافة إلى القيادة, والتوجيه, والمراقبة لمجموعة من الناس لتحقيق الأهداف المنشودة، وتتحدد مهمة إدارة مراكز ومؤسسات رعاية الموهوبين في ثلاثة اتجاهات هي التالية:
أ – الاتجاه الأول: ويتضمن التنظيم والتنسيق, بحيث تعمل الإدارة على تنظيم وتنسيق العمل مع الكوادر الموجودة في المركز, وبين الهيئات وعلاقتها المهنية بعضها ببعض؛ والتي بدونها تغدو أمور المؤسسة فوضوية, والعمل على ربط جوانب العمل الإدارية والفنية معًا في نظام متكامل.
ب -الاتجاه الثاني: ويتضمن توفير الوقت, والجهد, والمعدات المدرسية, وهذه من المهمات الرئيسة للمدير, أو لمؤسسة التربية الخاصة, وخاصة فيما يتعلق بتوفير النفقات, أو الجهود, أو الأجهزة والمعدات لصالح المؤسسة.
ج – الاتجاه الثالث: العمل على تحقيق أهداف المؤسسة التربوية, ومن ثم تحديد الأهداف التربوية والتعليمية لكل طفل, أو مجموعة ضمن خطط معينة سواءً كانت أهدافًا طويلة, أم قصيرة المدى.
كما تتطلب إدارة مراكز التربية الخاصة قدرات بشرية وتربوية متخصصة كالمدير والمساعد والمشرف التربوي بحيث يكون لها خبرات طويلة في مجال رعاية الموهوبين.
ولضمان نجاح هذه الإدارة يجب أن يتوافر وصف وظيفي للهيئات العاملة بدءًا من المدير, والتركيز على آلية العمل، ويحدد التنظيم الإداري المتـطــور عددًا من الوظائف الإدارية مثل المدير العام, والمدير التنفيذي (المساعد) لتصبح الفرصة مواتية لترتيب الخدمات, وتوجيه البرامج, وتنظيمها حسب ضرورتها. ويمكن تحديد مهام وواجبات إدارة برنامج رعاية الطلبة الموهوبين في التالي :
1- تشكيل لجنة مشرفة على برنامج رعاية الطلبة المتفوقين عقليًا برئاسة مدير المدرسة, أو مدير المدرسة المساعد على أن يكون من أعضاء اللجنة الاختصاصي الاجتماعي واختصاصي مصادر التعلم بالإضافة إلى المعلمين.
2 – وضع الهيكل العام للبرنامج الخاص برعاية الطلبة المتفوقين في المدرسة.
3 – وضع خطة سنوية تشمل صياغة الأهداف بشكل واضح مع تحديد مجالات العمل المختلفة, وتحديد أدوار كل الفئات التي سيتم الاستفادة منها, وطرائق المتابعة والتقويم.
4 -تقسيم المسؤوليات, والأدوار بشكل سليم على أعضاء اللجنة.
5 – تقويم الاحتياجات الخاصة للطلبة المتفوقين عقليًا لمعرفة الثغرات التي لم تلبّ في برنامج التفوق.
6 -الاهتمام برفع كفاءة الهيئة الإدارية والتعليمية من خلال تدريبهم المستمر على التعامل مع الطلبة المتفوقين عقليًا.
7 -الاهتمام باختيار البرامج, والأنشطة التي تلبي حاجات الطلبة المتفوقين.
8 – تفعيل دور أولياء الأمور, والمجتمع المحلي فيما يخص البرنامج.
9 – الاطلاع على مهام, وواجبات معلم التربية الخاصة للتنسيق بين مهام وواجبات التربية الخاصة, والإدارة المدرسية.
10 -متابعة تنفيذ الخطة الموضوعة إداريًا, وفنيًا على النحو التالي:
– التعرف على الأعداد الكلية للطلبة المتفوقين في المدرسة, وتوزيعها في الفصول واهتماماتها.
– متابعة الملفات الخاصة بمعلم التربية الخاصة.
– الاطلاع على ملفات, وأنشطة الطلبة المتفوقين عقليًا.
– الزيارات الدورية لمعلم التربية الخاصة.
– تخصيص جزء من الزيارات الصفية للمدير, والمدير المساعد للاطلاع على الأوضاع التعليمية لهذه الفئة.
– إسناد أدوار للمشرف الاجتماعي في متابعة حالات الطلبة المتفوقين ذوي الحالات الخاصة.
– عقد اللقاءات الدورية بين الإدارة المدرسية والقائمين على تنفيذ الخطة المقترحة للتشاور في الأمور التنفيذية.
11-كتابة التقارير الدورية بشأن سير البرنامج.
إدارة رعاية الموهوبين محليًا:
قامت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية ممثلة في الإدارة العامة لرعاية الموهوبين بإصدار القواعد التنظيمية لرعاية الموهوبين (1423هـ)، حيث تضمنت هذه القواعد التنظيمية التنظيمات الإدارية التالية:
أ -مجلس رعاية الموهوبين: ويقوم بتشكيله ويرأسه معالي وزير التربية والتعليم, وعضوية من يراه من مسؤولي الوزارة, والمختصين, والمهتمين في مجال رعاية الموهوبين, ويكون المدير العام لرعاية الموهوبين عضوًا, وأمينًا للمجلس, ويختص المجلس بالمهام التالية:
– إقرار الخطط المنظمة لبرامج رعاية الموهوبين.
– إقرار البرامج, وأوجه النشاط ذات الصلة برعاية الموهوبين.
– الموافقة على خطط وبرامج تدريب العاملين في مجال رعاية الموهوبين وتأهيلهم.
– اعتماد الميزانيات اللازمة لإنشاء مراكز رعاية الموهوبين, وتجهيزها, وتشغيلها.
– الموافقة على القواعد التنظيمية لتشجيع الطلاب الموهوبين وتكريمهم.
-اعتماد الأطر العامة لخطط البحوث التقويمية, والتطويرية لبرامج رعاية الموهوبين.
-البت فيما تعرضه الإدارة العامة لرعاية الموهوبين من مشاريع وموضوعات.
ب – الإدارة العامة لرعاية الموهوبين:
وقد أسست بحيث تكون الجهاز التربوي والتعليمي الذي يقوم بتنفيذ سياسة رعاية الموهوبين, وتحقيق أهدافها في وزارة التربية والتعليم, وتقوم بالمهام التالية:
– اقتراح الخطط المتعلقة برعاية الموهوبين, ومتابعة تنفيذها في إدارات التعليم.
– توفير الاختبارات والمقاييس, والآليات المناسبة لاكتشاف الموهوبين.
– متابعة إيجاد مستلزمات البرامج الإثرائية لرعاية الموهوبين في إدارات التعليم.
– التعاون مع الجهات المعنية في مجال رعاية الموهوبين للإفادة من خبراتها وإمكاناتها.
– تعميم الخطط والبرامج الإثرائية المقرّرة على إدارات التعليم, ومتابعة تنفيذها.
– متابعة مراكز رعاية الموهوبين في الجوانب الفنية.
– العمل على تقديم برامج لرعاية الموهوبين داخل مدارسهم.
– استحداث المراكز بالتنسيق مع إدارات التعليم.
-إعداد الخطط البحثية, والتقويمية, والتطويرية, لكل أنشطة الإدارة العامة والمراكز.
– إيجاد قاعدة معلوماتية عن الموهوبين في جميع مراحل التعليم العام.
– إصدار نشرات وكتيبات تعريفيّة بشأن الموهبة والإبداع, وأساليب الرعاية المنزلية.
– التعاون, وتبادل الخبرات مع المؤسسات, والجهات المتخصصة لرعاية الموهوبين, والتواصل مع أجهزة الإعلام, والنوادي العلمية والثقافية, والجامعات، ومراكز البحث, وذلك على المستويات العربية والإسلامية والعالمية.
– اقتراح التشريعات, والأطر المنّظمة لتطبيق كافة أساليب رعاية الموهوبين من (الإثراء والتسريع والتجميع, وما إلى ذلك), ورفعها للجهات المعنية لاعتمادها.
– دعم برامج التدريب, والتأهيل أثناء الخدمة, ودعم برامج خدمة المجتمع
– إعداد خطط الابتعاث في مجال رعاية الموهوبين.
-الإشراف المباشر على عمليات تأليف وإعداد البرامج الإثرائية.
– تنسيق العلاقة بين المراكز, واللجان التي تتبع الإدارة, وبين مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وفق اللوائح والتعليمات.
ج -اللجنة التحضيرية لرعاية الموهوبين: وهي لجنة استشارية للإدارة العامة لرعاية الموهوبين يشكلها وزير التربية والتعليم, برئاسة المدير العام لرعاية الموهوبين, وعضوية عدد من المسؤولين والمختصين, ويعاد تشكيلها كل عامين, وتجتمع بناءً على دعوة من رئيسها بما لا يقل عن أربع مرات سنويًا. وتقوم هذه اللجنة بالإضافة إلى التحضير لاجتماعات مجلس رعاية الموهوبين بالمهام التالية:
-اقتراح القواعد التنظيمية لرعاية الموهوبين بالوزارة, وإجراءات تنفيذها.
-إعداد مهام, وأعمال الهيئات التي ستتولى تربية وتعليم ورعاية الموهوبين بالمملكة.
– مراجعة خطط الإدارة العامة لرعاية الموهوبين, واقتراح تحديثها وتطويرها.
-تقديم المشورة للإدارة العامة لرعاية الموهوبين فيما تعرضه عليها الوزارة.
د -مراكز رعاية الموهوبين: وتهدف هذه المراكز إلى:
– تحقيق سياسة التعليم في المملكة فيما يتعلق برعاية الموهوبين.
– إيجاد بيئة تربوية تتيح للموهوبين إبراز قدراتهم, وتنمية إمكاناتهم ومواهبهم.
– تعزيز الانتماء الديني, والوطني لدى الطلاب الموهوبين, وتوجيه قدراتهم في سبيل ذلك.
– تقديم خدمات التوجيه والإرشاد لتحقيق التوازن في شخصية الطالب.
وتتمثل طبيعة العمل في المراكز في قيامها بالتالي:
– استقبال الطلاب في برامج الكشف والرعاية خلال الدوام, أو بعده, وفي أيام الإجازات. ويقوم العاملون في المراكز بتحقيق الدعم والتعزيز للمدارس العادية -حسب إمكانات كل مركز- وإتاحة التدريب الداخلي, والإعداد لتحقيق متطلبات تنفيذ البرامج الإثرائية.
– تقوم المراكز- من خلال إدارات التعليم – بنقل الطلاب الذين يلتحقون ببرامجها؛ إما عن طريق سيارات مناسبة تخص المركز, أو عن طريق التعاقد مع طرف آخر للقيام بالنقل على أن يراعى في عملية النقل راحة الطلاب, وسلامتهم وما يتيسر من توجيههم.
– تقوم المراكز بالمساندة الفنية, والبشرية لبرامج الموهوبين التي تستحدث في المدارس العادية.
ويتكون جهاز العمل في مراكز رعاية الموهوبين من:
– مدير المركز.
– مساعد مدير المركز.
– معلمين حسب الحاجة.
-مختصي التدريبات السلوكية.
– فني مختبر.
-اختصاصي مصادر تعلم.
– مهنيين وفنيين حسب الحاجة.
وينشأ في كل إدارة تعليم -فيها برنامج لرعاية الموهوبين- قسم خاص يسمى :”قسم رعاية الموهوبين” ويرتبط بالتعليم الموازي, ويكلف بالعمل فيه أحد المشرفين التربويين, ويتولى التنسيق والمتابعة فيما يخص برامج رعاية الموهوبين. كما يكلف بمراكز الرعاية مشرف لتقنيات التعليم, إضافة إلى مشرف تربوي في كل تخصص تقدّم فيه برامج إثرائية ليسهم في عمل المركز في المدة المسائية دون أن يؤثر ذلك على أعماله المنوطة به.
الدراسة ميدانيًا:
سعت هذه الدراسة إلى تشخيص واقع إدارة مراكز رعاية الموهوبين من وجهة نظر القائمين عليها؛ ولذلك فقد استخدمت المنهج الوصفي المسحي. وقد تكون مجتمع الدراسة من جميع القائمين على مراكز رعاية الموهوبين من مديري المراكز ومساعديهم ورؤساء وحدات ومشرفين تربويين متخصصين. ونظرًا لقدرة الباحث على الوصول إلى كافة أفراد مجتمع الدراسة، فلم تكن هناك عينة منتخبة وإنما أجريت الدراسة على مجتمعها بأكمله وهذا أدعى لصدق النتائج. واستخدمت الدراسة الاستبانة كأداة بحثية مناسبة لاستطلاع آراء مديري المراكز، ومساعديهم, ورؤساء الوحدات، وا?مشرفين التربويين المتخصصين في مراكز رعاية الموهوبين.
نتائج الدراسة:
1- يقيمّ أفراد مجتمع الدراسة خصائص الهيكل التنظيمي في مراكز الموهوبين وطبيعة عمله بدرجة متوسطة!
2 – يرى أفراد مجتمع الدراسة أن الهيكل التنظيمي مناسب لتحقيق الأهداف التي وضع من أجلها بدرجة متوسطة!
3 – أكثر المعوقات الإدارية التي تحد من تفعيل الهيكل التنظيمي في مراكز رعاية الموهوبين في المملكة، هي المعوقات التالية (على التوالي):
-عدم وجود رؤية واضحة عن خطط وبرامج الموهوبين.
-غياب توصيف المهام.
– قلة اقتناع أصحاب القرار بمجال رعاية الموهوبين.
– تباين الخبرات في المراكز.
-طبيعة النمط الإداري في المراكز المتسم بالسلبية والبيروقراطية في مراكز رعاية الموهوبين.
4 – يرى أفراد مجتمع الدراسة – بدرجة عالية- ضرورة توافر الصفات التالية فيمن يتولى إدارة مراكز رعاية الموهوبين والإشراف على وحداتها (ترتيب تنازلي بحسب هذه النتيجة):
– توافر الدافعية الذاتية للعمل في مجال رعاية الموهوبين.
– السعي إلى خلق جو من العلاقات الإنسانية بين العاملين في المركز.
– المرونة (مرونة معلم الموهوبين، وتفتحه للأفكار الابتكارية, وإيمانه بتعدد وجهات النظر).
– الانتظام في عدد من الدورات المتقدمة في مجال رعاية الموهوبين.
5 -كشفت الدراسة عن أن وسائل تمويل المراكز غير كافية، وتتمثل هذه الوسائل في الدعم الحكومي، ودعم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، ومشاركة القطاع الخاص فقط. حيث لا وجود للدعم من خلال الدعاية والإعلان، والتبرعات الأهلية، والهبات الشخصية، والمقاصف المدرسية، وتسويق المبتكرات والأبحاث المنجزة في المراكز.
6 – وفيما يتعلق بمدى توافر الإمكانات الفنية في مراكز رعاية الموهوبين، فقد أظهرت الدراسة أن وجود متخصصين في عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين، وتمتع العاملين في المراكز بالقدرة على القيام بعملية إثراء البرامج كان كافيًا. بينما أظهرت الدراسة عدم كفايتها في المعايير المطبقة لتحديد سمات الموهوبين، والبرامج المقدمة لتنمية مهاراتهم.
7 – بينت الدراسة أن توافر الإمكانات المادية في المراكز منخفض؛ وذلك بسبب عدم وجود مصدر ثابت لتمويلها، ودعمها من قبل القطاع الخاص، وعدم تقديم حوافز مادية للعاملين في المراكز خارج أوقات الدوام الرسمي.
8 -أظهرت الدراسة؛ أن أكثر التجهيزات توافرًا في المراكز- وبدرجة كافية- هي الحاسوب، بينما كانت غير كافية في بقية التجهيزات؛ والمتمثلة في الوسائل الحديثة، والمواد الخام، ومركز مصادر التعلّم، وشبكة الإنترنت، وتجهيز المعامل بما يتناسب مع قدرات الموهوب.
9 -كشفت الدراسة عن أن التنسيق والتكامل من المراكز إلى الإدارة العامة أعلى منه من الإدارة العامة إلى المراكز، حيث كانت وجهة نظر مجتمع الدراسة عالية في رفع المراكز للتقارير الدورية، وعن الحالات التي لا يتوافر لها رعاية خاصة في المراكز، وتقديم مقترحات تهدف لتطوير آلية العمل. في حين كانت متوسطة في إبداء العاملين للملحوظات حول خطط الإدارة العامة؛ وهي في مجملها تمثل خط الاتصال من الأسفل ( مراكز رعاية الموهوبين ) إلى الأعلى (الإدارة العامة). كما كانت متوسطة في بقية فقرات البعد التي تمثل في مجملها خط الاتصال من ال?على (الإدارة العامة) إلى الأسفل (مراكز رعاية الموهوبين).
توصيات وآليات للعمل:
1 – أن تقوم الإدارة العامة لرعاية الموهوبين بالاهتمام بتطوير الهيكل التنظيمي القائم لكي تتحقق الأهداف المأمولة من مراكز رعاية الموهوبين بشكل متميز، وذلك عن طريق دراسة علمية تأخذ في الاعتبار آراء الميدان التربوي عامة، والمهتمين برعاية الموهوبين على وجه التحديد, والاستفادة من تجارب الدول التي لها تجارب حقلية في رعاية الموهوبين.
2 – أن تتحرى الإدارة العامة لرعاية الموهوبين الدقة في اختيار العاملين في مجال رعاية الموهوبين، وضرورة تمتعهم بصفات معينة لتلبية احتياجات ورغبات الموهوبين.
3 – تصميم برامج توعوية وإعلامية على كافة المستويات؛ بهدف التعريف بأهمية رعاية الموهوبين، وإبراز الدور الإيجابي الذي تقوم به هذه المراكز، والدعوة لدعمها وتمويلها ماديًا، عن طريق التنسيق بين الإدارة العامة لرعاية الموهوبين ومراكز رعاية الموهوبين من جهة ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية من جهة أخرى.
4 -تقديم حوافز مادية للعاملين في مجال رعاية الموهوبين نظير ما يقومون به من جهود إضافية خارج أوقات العمل الرسمي.
5 -دعم مراكز رعاية الموهوبين بالتجهيزات اللازمة المتمثلة في الوسائل التعليمية الحديثة، والمواد الخام، وإدخال شبكة الإنترنت، وتحديث مركز مصادر التعلّم، لكي يمارس الموهوبون مواهبهم.
6 – تفعيل خطوط الاتصال بين مراكز رعاية الموهوبين بالمناطق والمحافظات، والإدارة العامة لرعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم من خلال اضطلاع كل جهة بالدور المناط بها لتحقيق أهداف رعاية الموهوبين.
مقترحات لجهود علمية لاحقة:
1 -دراسات حول إيجاد بدائل لتمويل مراكز رعاية الموهوبين, إضافة إلى المصادر الرسمية.
2 – دراسات مقارنة للتجارب الميدانية للدول المتقدمة في مجال رعاية الموهوبين.
3 – استمارة تقويم مستمر تتكون من شقين:
-الأول: يتضمن الصفات والخصائص المطلوب توافرها في العاملين في مجال رعاية الموهوبين.
– الثاني: يتضمن تقويمًا للعاملين في مجال رعاية الموهوبين، بحيث تبرز جوانب القصور لتلافيها، والجوانب الإيجابية لتعزيزها.
مراكـز مقترحة لرعاية الشباب الموهوبين
سلط هذا المقال الضوء على اقتراح بفكرة عن المراكز الوقفية لرعاية الموهوبين والعباقرة الشباب، تحاول أن تكمل دور وزارات التربية والشباب والرياضة وسائر الهيئات التي ترعى الشباب، وهي تنطلق من فكرة مبسَّطة أساسها السؤال التالي:
كيف يتم احتواء وإرشاد وتوجيه ورعاية الشباب الموهوب في المجالات المختلفة؟ وكيف يتم توجيه جهوده نحو خدمة المجتمع وتحقيق إضافات علمية واختراعات وابتكارات؟ ومن ثَمَّ توثيق هذا، وإيجاد الحافز والدافع لدى الشاب الموهوب حتى لا تأكله مشكلات الحياة، وهمومها، ومن ثَمَّ تتلاشى مواهبه أو تظل دون صقل أو رعاية، وتضيع على المجتمع عقول لو تمكنت وأخذت فرصها لغنم المجتمع كثيراً جداً، ويكفي أن هناك بعض الدول الغنية والمتقدمة تعيش على ريع اختراع واحد أو اختراعين لأبنائها، وأن هناك دولاً حلت مشاكلها العويصة بأفكار أبنائها البسطاء الذين يعيشون الهمَّ المجتمعي، ويفكرون في سبل الحل، بدلاً من استيراد الحلول من الآخرين مقابل أموال طائلة. ومن هنا تأتي أهمية هذه الفكرة التي تحمل اقتراحاً محدداً، وهو: تأسيس مراكز وقفية لاكتشاف المواهب ورعايتها وتبنيها، وفي حالة تطبيقها ونجاحها يمكن تطوير الفكرة، ونقلها إلى سائر الدول العربية والإسلامية.
تعاني الفئة العمرية من سن الثامنة عشرة سنة إلى سن ثلاثين سنة تهميشاً واضحاً، وعدم رعاية من قِبَل المعنيين في كثير من القِطاعات التربوية؛ حيث نلاحظ في الواقع الفعلي ظواهر كثيرة؛ فمن المعروف أن المواهب تُكتَشَف لدى الشباب في سن مبكرة، تبدأ عادة من سن الرابعة عشرة أو ما قبلها بقليل، وهو سن تكوين الشخصية، وبروز ملامحها، ومعرفة اتجاهاتها، صحيح أن الموهبة لا تظهر بشكل فاعل في هذه السن، ولكن تبدو طلائعها مبكراً، وتحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام من قِبَل القائمين على رعاية الشباب والطلاب. فهذه السن سن انطلاق وانفتاح على العالم والمجتمع، والرغبة في التغيير. ومن هنا تبدو كثرة الأفكار لدى الشباب، وهي أفكار تكون متحسسة لهموم ومشاكل مجتمعه وأبناء جيله، وقد تكون متكررة أو متشابهة، ولكننا سنجد المخترعين والموهوبين والابتكاريين، الذين هم في أمسِّ الحاجة إلى المتابعة والرعاية والتوجيه.
ولا بد أن نسلم أن توجه التربية الحديثة في رعاية الموهوبين واكتشاف العلماء ينظر إلى حصيلة العملية التربوية بدرجة: كم مخترعاً وموهوباً يمكن اكتشافه في كل مليون نسمة؟ أي أنه يسلِّم بقدرات البشر بشكل عام، ويركز على سبل الاكتشاف، والرعاية والصقل، والاستفادة والتطوير، والإضافة العلمية والابتكارية والبحثية والاختراعية. في حين أن الواقع الفعلي يشير إلى أن هناك أزمة في المجتمعات العربية والمسلمة؛ فهناك عدم اهتمام واضح بالموهوبين والحالمين لدى فئة الشباب، وتكاد البرامج الموضوعة تقف عند الحدود الورقية أو التطبيقات الاحتفالية أو الرعاية المحدودة في أحسن الأحوال.
وهذا نجده واضحاً في قطاعين معنيين برعاية هذه الفئة بداية، وهما: قطاع الشباب، وقطاع التربية والمدارس. فقطاع الشباب لا يمتلك البرامج والأنشطة والآليات والمراكز المخصصة لرعاية الموهوبين، وتكاد تكون برامجه مقتصرة على الرياضة وبعض الأنشطة الثقافية، وتظل الرعاية العلمية محدودة غالباً؛ خاصة أنه لا توجد مراكز رعاية الموهوبين تحت إشراف متخصصين تربويين وعلماء وخبراء للشباب، وإنما تخضع في نهاية الأمر إلى موظفي الشباب والرياضة.
كما أن جهود وزارات التربية في رعاية الموهوبين في العلوم والفنون والبحوث، تتوجه بالدرجة الأولى إلى طلاب وطالبات المدارس المتوسطة والثانوية، وهي جهود ترتهن في مجملها بالخطة السنوية لقطاع الأنشطة المدرسية ومسابقاته، ولا تسعى في نهاية الأمر إلى اكتشاف المواهب مبكراً، ومن ثَمَّ رعايتها، بل يكون هدفها حصول المتسابقين على الجوائز والكؤوس التي تقتصر في نهاية الأمر على حفل بسيط، وكأس للمدرسة وهدية للفائز.
فتظل المشكلة عالقة، فلم يجد الشاب الموهوب الرعاية الكافية في مدرسته، نظراً لعدم وجود حصص وبرامج إثرائية واضحة في المنهج المدرسي، وعدم وجود رعاية ومتابعة بشكل دائب من قِبَل القائمين على رعاية المتفوقين في المدارس أو الوزارة، وهذا واقع فعلي. وتكون النتيجة إذن: غياب متابعة الموهوب بشكل علمي ومنهجي، وهي متابعة تهدف إلى تنمية قدراته، وصقل مواهبه، والتعرف على جهوده الابتكارية والإبداعية، ومن ثَمَّ يصاب الموهوب بالإحباط، وغالباً ما ينزوي مع الهموم الحياتية ومشاغلها. ومن ثَمَّ تكون المحصلة: حرمان المجتمع من كمٍّ هائل من المبدعين والموهوبين، وحرمان الموهوب نفسه من تطوير ذاته، ومن ثَمَّ يصبح شخصاً عادياً محبطاً، ويحبط الآخرين من حوله.
والأمر نفسه في الجامعات والمعاهد العليا والتطبيقية، تظل رعاية المواهب غير ممنهجة ولا مبرمجة، والبرامج الجامعية الموجهة تخضع لموظفين وليس لخبراء وعلماء متخصصين، وغالباً ينشغل الطلاب بدراستهم الجامعية، وهي دراسة قد تتفق أو لا تتفق – غالباً – مع ميولهم ومواهبهم؛ لأنها خاضعة لاعتبارات المجموع والنسبة التي نالها الطالب في الثانوية العامة، ومنها تحددت كليته أو معهده. فتظل الموهبة لدى الطالب الجامعي في بدايتها، دون صقل أو توجيه يراعي الاستفادة منها، ومن ثَمَّ تطويرها بشكل فاعل، وتنمية قدراتها. خاصة أن مقياس التعيين الجامعي في السلك الأكاديمي خاضع لاعتبارات الدرجات أيضاً لا الموهبة والاجتهاد، وكثير من الموهوبين قد لا يكونون فائقين علمياً في دراستهم، ولكنهم عباقرة في مجالات أخرى.
وإذا لم تتوافر الرعاية في فترة المرحلة الثانوية وفي مرحلة الجامعة فإن الطالب سينشغل بهموم الحياة: من عمل وزواج وأسرة، ومن ثَمَّ تقل لديه فرص السعي لتحقيق مواهبه، وصقلها، وتنميتها.
إزاء ما تقدم، فإننا نطرح حلاً لمشكلة تؤرِّق المجتمع، وتمثل هاجساً ملحّاً لدى صانع القرار التربوي، وهو هاجس: أين العلماء والمبدعون وقادة المستقبل؟ لماذا يذوبون في الحياة ويتلاشون بسرعة؟ لماذا لا يبقى إلا القليل الذي يتحمل القهر النفسي والإحباط المجتمعي، وغياب التشجيع، وعدم توثيق الاختراعات وتسويقها؟
إن الأموال الضخمة التي تنفق على استيراد الخبراء الأجانب، وهم بعيدون عن تقاليدنا ومشاكلنا وهويتنا الحضارية، هذه الأموال لو أُنفِق خُمسها في رعاية الموهوبين العرب لأسسنا قاعدة علمية وتربوية عظيمة، تغذِّي بعضها بعضاً، وتحدث حَراكاً مجتمعياً وعلمياً، وتأخذ بأيدي الأجيال التالية من بعدها.
ويكفي أننا لو اكتشفنا ألف موهوب في قطر مسلم مَّا وبعد الصقل والتدريب والرعاية المستمرة، خرج لدينا مئة موهوب أو خمسون منهم، وهذا في كل سنة أو حتى خمس سنوات، وهؤلاء النخبة يتم التعريف بهم محلياً وخارجياً وتبنِّي اختراعاتهم، كيف سيكون شكل الدولة بعد عشرين سنة أو أكثر؟ سيصبح مجتمعَ الموهوبين، وسيكون هؤلاء خبرات كبيرة تأخذ بأيدي اللاحقين.
مراكز رعاية الموهوبين:
وهذا هو الحل المقترح من جانبنا، وهو نابع من تأمُّل واسع لحال كثير من المواهب التي ضاعت وسط خضم الحياة ومشاكلها، ويمكن تخيل فكرة هذه المراكز بمواصفات عدة؛ حيث تكون مراكز وقفية التمويل، وتقبل التبرعات والهبات من الأفراد والمؤسسات، وتخصَّص لها أموال ثابتة من أوقاف خاصة بها. فتكون مستقلة الإدارة عن الجهات الحكومية، ولكن تسعى للمشورة والاستعانة بالخبراء من سائر الجهات، واستقلالها الإداري نابع من استقلالها المادي، وهذا يمنحها ديناميكية وحركة وفاعلية، للنهوض بالشباب.
أيضاً يكون لديها خبراء متعاونون مع وزارة التربية والمدارس ومراقبات الأنشطة المدرسية لاكتشاف المواهب والعباقرة المبكرين، ومن ثَمَّ يتم إرشادهم وتبنِّيهم في هذه المراكز. حيث توفر هذه المراكز الأموال والدعم الكافي للموهوبين، على أن يتم تدريبهم على العمل بروح الفريق، لا الفردية. ويكون العمل محدوداً بخطة سنوية أو فصلية، وهي مؤسسة على مشروعات علمية وفنية واضحة المعالم، يتم تنفيذها، ومراقبة القائمين عليها؛ حتى لا تكون مجرد ديكور دون نتائج وفاعلية. وتخضع إدارتها الفنية والتربوية لعلماء وتربويين متخصصين في رعاية الموهوبين والعباقرة، ويمكن أن تكون هذه الجهات مرتبطة بمراكز علمية وإثرائية في الخارج من أجل تطوير الفكرة، ومناقشة أبرز إنجازاتها، حتى يعلم الموهوب حجم موهبتـه وأين يقف – تحديداً – في العالم. وأيضاً يمكن أن تكون على صلة بالجامعات والعلماء ووزارات التربية وقِطاعات الشباب والأندية وغيرها.
ونقترح أن تشمل أنشطة هذه المراكز – مثلاً – ثلاث مجالات رئيسية:
• الأنشطة العلمية: في الفيزياء والحاسوب والكيمياء والبيولوجيا… وما يتفرع عن ذلك من أنشطة وهوايات.
• الأنشطة الفنية: الفنون التشكيلية والمرئية والمسموعة، مثل فرق التمثيل والإنشاد والتأليف الفني والديكورات وغيرها.
• الأنشطة الأدبية: الشعر والقصة والرواية والتأليف وغيرها.
إن عمل هذه المجالات مكمِّل لبعضه بعضاً، ويكون تحت رعاية خبراء وعلماء، كلٌّ في مجاله. ويمكن إقامة مهرجان كبير، أو حفل، لعرض المشروعات العلمية والأنشطة الفنية والأدبية.
وأخيراً، لقد جاء هذا المقترح بهدف إنقاذ علماء المستقبل، وعباقرة المجتمع من الإحباط، وتعويض أوجه النقص والقصور لدى كثير من الهيئات المعنية بالشباب.
فأدعو الله أن تتم الاستضاءة بهذه الفكرة، من أجل نهضتنا الحضارية والعلمية المباركة إن شاء الله.
1. الطفل الموهوب .. من هو؟
تعتبر فئة الموهوبين من الفئات المعرضة للخطر إذا لم تجد الرعاية الكافية من المحيطين بهم وتقبلهم وتلبي احتياجاتهم المختلفة، وتطوير طرق تعليمهم ومحاولة إرشادهم وإرشاد المحيطين بهم نفسيًا نظرًا للحالة الوجدانية الانتقالية التي تميزهم عن العاديين.
وليتم ذلك لابد من تعريف من هو الموهوب، وأيضًا تحديد طرق الكشف عنه لرعايته، ويدخل ضمن فئة المراهقين الموهوبين ذوي الحاجات الخاصة إذ إن بينهم العديد من الموهوبين الذين يتميزون بالذكاء، وبفكر ابتكاري وإنتاج ابتكاري، وهو ما يجعلهم ثروة يستحقون لأجلها الرعاية.
وعلميًا تتعدد المصطلحات التي تعبر عن مفهوم الطفل الموهوبGifted Child ، مثل مصطلح الطفل المتفوق Superior Child، أو مصطلح الطفل المبدع Creativechild، أو مصطلح الطفل الموهوب Talented Child. ومهما يكن من أمر هذه المصطلحات فإننا نجد هذه المصطلحات تعبر عن فئة من الأطفال غير العاديين وهي الفئة التي تندرج تحت مظلة التربية الخاصة، ومن هنا ظهرت بعض المبررات التي تعتبر موضوع تربية الموهوبين موضوعًا رئيسًا من موضوعات التربية الخاصة.
وتبدو هذه المبررات فيما يلي:
– تشكل نسبة الأطفال الموهوبين حوالي 3% وتقع هذه النسبة على طرف منحنى التوزيع الطبيعي لاختلاف قدرات هذه النسبة من الأطفال عن بقية الأطفال العاديين.
– حاجة الأطفال الموهوبين إلى برامج ومناهج تربوية تختلف في محتواها عن برامج الأطفال العاديين ومناهجهم.
– حاجة الأطفال الموهوبين إلى طرائق تدريس تختلف في طبيعتها عن طرائق التدريس المتبعة مع الأطفال العاديين.
وعلى أرضية المبررات السابقة تم إدراج موضوع تربية الموهوبين تحت مظلة التربية الخاصة، إذ تتطلب فئة الأطفال غير العاديين برامج ومناهج تربوية وطرائق تدريس تتميز في طبيعتها عن تلك البرامج والمناهج المتبعة في تدريس الأطفال العاديين.
تعريفات الطفل الموهوب
هذا كله ينقلنا إلى تعريفات الطفل الموهوب، إذ ظهرت العديد من التعريفات التي توضح المقصود بالطفل الموهوب، وقد ركزت بعض تلك التعريفات على القدرة العقلية، في حين ركز بعضها الآخر على التحصيل الأكاديمي المرتفع، في حين ركز بعضها الآخر ـ أيضًا ـ على جوانب الإبداع، والخصائص أو السمات الشخصية والعقلية.
أما التعريفات الكلاسيكية فتركز على اعتبار القدرة العقلية المعيار الوحيد في تعريف الطفل الموهوب، ويعبر عنها بالذكاء وهو تعريف هولنج ورث، وتيرمان 1952(Holling Worth & Terman) الذي ركز على القدرة العقلية العامة General Intellectualability التي تقيسها اختبارات الذكاء، واعتبر نسبة الذكاء 140 هي الحد الفاصل بين الطفل الموهوب والعادي، وقد تبنى مثل هذا الاتجاه في تعريف الطفل الموهوب كل من «ديهان وهافجرست 1957» Dehana & Havghurst، حيث اعتبرا القدرة اللفظية والقدرة المكانية التخيلية والقدرة الميكانيكية والموسيقية…إلخ هي المعيار.
وفي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ظهرت تعريفات أخرى للطفل الموهوب تؤكد معيار القدرة العقلية، ولكنها تضيف بعدًا آخر في تعريف الطفل الموهوب هو بعد الأداء المتميز، وخصوصًا في المهارات الموسيقية والفنية، والكتابية، والميكانيكية، والقيادة الجماعية.
وقد ظهر الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى التعريفات الكلاسيكية (السيكوترية) للطفل الموهوب في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، ومن هذه الانتقادات أن مقياس الذكاء كمقياس ستانفورد بينيه أو مقياس كسلر لا تقيس قدرات الطفل الأخرى، كالقدرة الإبداعية أو المواهب الخاصة أو السمات العقلية الشخصية الأخرى للفرد بل تظهر فقط قدرته العقلية العامة والمعبر عنها بنسبة الذكاء!
هذا بالإضافة إلى العديد من الانتقادات التي توجه إلى مقاييس الذكاء مثل تحيزها الثقافي والعرقي والطبقي، مع تقصير قدرة اختبارات الذكاء عن قياس التفكير الابتكاري (التباعدي)DIVERGENT THINKIN، كما أشار إليه جلفور GUILFORD عام 1957 الذي أشار إلى قدرة اختبار الذكاء على قياس القدرة على التفكير المحدد باستجابات معينة للتفكير التقاربي CONVER GENT THINKING وظهرت مقاييس التفكير الإبداعي فيما بعد.
وقد اعتمدت التعريفات الحديثة للطفل الموهوب على تغير النظرة إلى أداء الطفل الموهوب في المجتمع وقيمته الاجتماعية، إذ لم يعد ينظر إلى القدرة العقلية العالية كمعيار وحيد لتعريف الطفل الموهوب، بل أصبح ينظر إلى أشكال أخرى من الأداء كالتحصيل الأكاديمي والتفكير والمواهب الخاصة، والسمات الشخصية كمعايير رئيسة في تعريف الطفل الموهوب.
ويذكر «مارنلد» MARLEND أن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء متميزًا في التحصيل الأكاديمي وفي بعد أكثر من الأبعاد التالية:
– القدرة العقلية العامة.
– الاستعداد الأكاديمي المتخصص.
– التفكير الابتكاري الإبداعي.
– القدرة القيادية.
– المهارات الفنية.
– المهارات الحركية.
إن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر قدرة عقلية عالية على الإبداع، وقدرة على الالتزام بأداء المهمات المطلوبة منه.
ويجمع الاتجاه الحديث في تعريف الطفل الموهوب على عدد من المعايير، وقد يكون التعريف التالي ممثلاً لذلك الاتجاه الحديث وهو: الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء مميزًا مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها في واحدة أو أكثر من الأبعاد التالية:
– القدرة العقلية العالية.
القدرة الإبداعية العالية.
– القدرة على التحصيل الأكاديمي المرتفع.
– القدرة على القيام بمهارات متميزة كالمهارات الفنية أو الرياضية أو اللغوية …إلخ.
– القدرة على المثابرة والالتزام والقوة الدافعة العالية، والمرونة، والاستقلالية في التفكير كسمات شخصيته وعقلية تميز الموهوب عن غيره، إضافة إلى خصائص عقلية وجسمانية ووجدانية ملحوظة من جانب المحيطين به لرعايته.
فبالنسبة للخصائص الجسمانية ظهرت بعض الاعتقادات الخاطئة حولها، بالنسبة للموهوبين تلخصت في ضعف النمو الجسماني والنحول، ولكن الدراسات الحديثة حول خصائص الموهوبين الجسمية تشير إلى عكس ذلك بأنهم أكثر صحة ووزنًا وطولاً ووسامة وحيوية وتفوقًا في التآزر البصري والحركي، وأقل عرضة للأمراض مقارنة مع الأفراد الذين يماثلونهم في العمر الزمني.
وليس من الضروري أن تنطبق تلك الخصائص على كل طفل موهوب، إذ لابد أن نتوقع فروقًا حتى بين الموهوبين في خصائصهم الجسمية.
أما بالنسبة للخصائص العقلية فتعتبر أكثر الخصائص تمييزًا للموهوبين عن العاديين، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى تفوق الموهوبين على العاديين الذين يتماثلون في العمر الزمني في كثير من مظاهر النمو العقلي، فهم أكثر انتباهًا وحبًا لاستطلاع ما حولهم، وأكثر طرحًا للأسئلة التي تفوق في الغالب عمرهم الزمني، وأكثر قدرة على القراءة والكتابة في وقت مبكر، وأكثر سرعة في حل المشكلات التعليمية، وأكثر استجابة للأسئلة المطروحة عليهم وأكثر تحصيلاً، وأكثر تعبيرًا عن أنفسهم، وأكثر قدرة على النقد، وأكثر نجاحًا في عمر مبكر، وأكثر مشاركة في النشاطات التعليمية.
وليس من الضروري أن تنطبق تلك الخصائص على كل طفل موهوب، إذ لابد أن نتوقع فروقًا فردية بين الموهوبين في خصائصهم العقلية.
وفي الخصائص الوجدانية تعتبر فئة الأطفال الموهوبين في أشد الحاجة إلى الفهم من جانب الآخرين، وأيضًا من أنفسهم ومن العالم من حولهم.
ومن الدراسات والمحاولات التي قامت لتحديد بعض الخصائص الوجدانية والمعرفية الخاصة بالأطفال الموهوبين دراسة «ويب وآخرين»، التي صدرت عام 1982 عن الطلاب الموهوبين، فوجدت ثلاثة أنواع من الاكتئاب ما دعا لتأكيد ضرورة فهم مشاعر الطلاب الموهوبين واعتقاداتهم لفهم العالم من حولهم، وفهم أنفسهم وأكدت أن الاكتئاب الوجودي وراء ارتفاع نسبة الانتحار بينهم، إذ يميلون إلى سؤال رجال الدين عن سبب الوجود والشعور بالاغتراب والرغبة في المعيشة في مستوى عال من المسؤولية والإنجاز والأخلاق والصراع بين هذه العوامل.
ودراسة أخرى لـ «وندي .ج.ردريل1984»WEND G.ROEDELL عن القدرات غير المتوقعة وأكثر من المعتادة لهؤلاء الأطفال تتسبب في العديد من القابلية للإحباط والمعاناة النفسية، ووجدت الدراسة حوالي (103) أطفال موهوبين تقدموا للعيادات النفسية لعدم فهم المعلمين قدراتهم، وعدم تكيفهم داخل الفصل الدراسي، بالإضافة إلى تجاهل الراشدين لقدراتهم غير العادية ووجود فجوة بين القدرة العقلية المتقدمة التي تتميز بعمر زمني أكثر من عمرهم الزمني الحقيقي، وعدم المواكبة بين المهارات الاجتماعية والجسدية، وهو ما يؤدي إلى توقعات غير واقعية الأداء.
ويشعر الطفل بأن الراشدين يركزون على نقطة فيه دون مراعاة نقاط التفوق عنده ما يشعر الأطفال الموهوبين عمومًا بضعف الثقة بالنفس، إذ يتميز الأطفال الموهوبون بزيادة الحساسية والاستجابات الداخلية لأي رد فعل للمشاكل العادية للنمو، ويرجع ذلك إلى مجموعة واسعة من المظاهر الاجتماعية خلال التفاعل الاجتماعي وهو ما يجعل هؤلاء الأطفال الموهوبين يدركون عدم الانضباط أو الخلل الاجتماعي حولهم، وكأن هناك شيئًا خاطئًا بالنسبة لهم خصوصًا عندما يلاحظون أن الأطفال متوسطي الموهبة والذكاء محبوبون بين زملائهم في الفصول الدراسية، بينما يجدون (الأطفال الموهوبون ذوو المستويات العالية في الموهبة) صعوبة في التوافق مع أقرانهم، وتبدو مشكلة عدم التواصل بين الأطفال الموهوبين في سنوات ما قبل المدرسة وينفصلون عن الأطفال في سن صغيرة في حوالي الثالثة، نظرًا لاستخدامهم اصطلاحات ومفردات لفظية لمن هم في عمر ست سنوات، وبذلك لا يفهم من هم في أعمارهم نفسها (أي في الثالثة) وهم في سن الرابعة يلعبون بعض الألعاب التي تحتاج إلى قدرات عقلية أعلى مثل لعبة البنج بونج أو الفيديو ولا يلعبها أقرانهم، فمفهوم الأطفال الموهوبين عن المؤسسة أو الجماعة يشبه مفاهيم الراشدين ولكنهم يصدمون عندما تحاصر سلوكياتهم وتصادر حقوقهم من قبل الراشدين في المشاركة في الجماعة أو المؤسسة فيلجأ هؤلاء الأطفال الموهوبون إلى الانسحاب من التفاعل الاجتماعي، وهنا يشخص معلم ما طفلاً موهوبًا في عمر الرابعة على أنه مضطرب عاطفيًا أو انفعاليًا لأنه انسحب من المشاركة الاجتماعية، وتزداد المشكلة ـ بعد الانسحاب ـ تعقيدًا إذا وجهه الآباء للعلاج النفسي جهلاً منهم بأن المشكلة ناتجة عن عدم الموازنة بين قدراته وقدرات الأقران العاديين فيبتعد عنهم.
ومع ذلك فإن الطفل الموهوب لديه مفاهيم متقدمة جدًا عن ديناميكية الجماعة والتفاعلات الاجتماعية، ولكن هذه المفاهيم والأفكار الجيدة لديه لا تترجم إلى سلوك اجتماعي وتزداد المشكلة في مرحلة المدرسة بوجود المناهج الدراسية التي لا ترضي اهتماماته فيزداد الانسحاب من البيئة أكثر فأكثر فتظهر الأعراض الانعزالية بسبب الفجوة في القدرات العقلية والوجدانية والسمات الشخصية.
ومن هنا تبرز الأهمية الكبيرة لتدارك هذا الخطر الذي يهدد كل طفل موهوب إذا لم يتدارك المحيطون به المشكلة من أولها، ويحسنون فهمه ورعايته، وخصوصًا فيما يتعلق عند سن الدراسة، بالبرامج والمناهج التعليمية الخاصة.
رد مع اقتباس
2. 23 May 2004#3
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
دور الأسرة في تكوين الأجيال ورعاية الموهوبين
إن التربية بمفهومها الشامل تعنى بتربية الإنسان تربية متكاملة في أخلاقه وجسمه وسلوكه وروحه وضميره، والأسرة هي المؤسسة الأولى الاجتماعية والتربوية التي تستقبل الطفل وتحتضنه وتعمل على تنشئته ونموه، ولكل من الأب والأم دوره الذي يؤديه في هذه الحياة، وكلما نال كل منهما نصيبه الذي يؤهله للقيام بهذا الواجب تحققت لهما الحياة الهانئة السعيدة. لذا فإن إعداد المرأة إعدادًا طيبًا يؤهلها بواجبها تجاه أسرتها على أكمل وجه… ولقد قيل:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبًا طيب الأعراق
فلا بد من تنشئتها تنشئة سليمة حتى تصبح زوجة صالحة وأمًا رؤومًا تدرك العناية بشؤون بيتها وتحسن تربية أبنائها تربية إسلامية كريمة.
ولقد نظم الإسلام الحياة الزوجية والأسرة ووضع لها ضوابط وحدودًا ووزع أعباء المسؤولية بين الرجل والمرأة بحيث يكمل أحدهما الآخر… والأسرة بطبيعة الحال مسؤولة عن تربية أبنائها تربية قويمة متكاملة، ولقد قال الشاعر العربي:
عود بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقر بهم عيناك في الكبر
إن الأسرة هي أساس المجتمع وهي قلبه النابض فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع وعاش أفراده حياة كريمة منتجة وفاعلة.
ولقد اهتم الإسلام اهتمامًا عظيمًا ببناء الأسرة المسلمة وحمايتها، ويتجلى ذلك في الاهتمام والرعاية بثمرة الحياة الزوجية في قول الله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم}. ومن حق الأبناء على آبائهم أن يحسنوا تربيتهم واختيار أسمائهم وتربيتهم على الفضائل والآداب ومكارم الأخلاق ومراعاة العدل بين الأولاد والتنشئة الكريمة قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
فدور الأسرة كبير في تكوين الأجيال لكونها الدعامة القوية التي يرتكز عليها بناء البيت المسلم، وأن تكون قدوة صالحة وأسوة فاضلة ومثلاً كريمًا في حسن التعامل والأخلاق والتربية والسلوك، فهي قدوة للأبناء، ومتى انحرفت الأسرة وضعف الوازع الديني عندها فسوف ينحرف الأبناء، ولقد أوضح الشاعر العربي ذلك بقوله:
إني أرى أسوأ الآباء تربية
للابن أحرى بأن يدعى أعق أب
وإن واجب رب الأسرة أن يعرف واجباته التربوية والدينية، فيتعرف على أحوال أبنائه وميولهم، ومواضع القوة ومواطن الضعف فيهم، فيعمل على تقوية الضعيف، وتصحيح خطأ المنحرف، وتهذيب من يحتاج إلى التهذيب، وتشجيع من يستحق التشجيع، ويحسن الصلة والتعاون وغرس العادات الحسنة في نفوسهم، وألا يكون في عزلة عنهم، وأن يبث في نفوسهم أحسن العادات من الجد والمثابرة على الدراسة والعمل وأداء الواجب وضبط النفس، وإجلال الآباء والأمهات والأقارب والمعلمين، مع الحرص على الاستقامة. فالتعاون بين الأسرة والمدرسة يمكن أن يربي أبناء صالحين وأعضاء عاملين في المجتمع يفخر بهم آباؤهم ووطنهم، والاهتمام بذوي المواهب وتطوير قدراتهم.
فالتعاون بين الأسرة والمدرسة يتعرف كل منهما على ما يعترض الأبناء من صعوبات في تربيتهم، ومتى تعاون الجميع كانت النتائج حميدة ومحققة للغايات المنشودة.
إن وعي الأسرة بمسؤولياتها يؤدي إلى ترقية الحياة الاجتماعية والخلقية والصحية والتعليمية والروحية في الأمة، وبتعاون الجميع ينهض المجتمع، ولقد قيل:
خير ما ورث الرجال بينهم
أدب صالح وحسن ثناء
وفي الختام ننشد قول الشاعر الآخر:
نعم الإله على العباد كثيرة
وأجلّهن نجابة الأولاد
حقق الله الآمال في تحقيق تربية الأبناء تربية صالحة تعدهم للحياة التي تنتظرهم ويكونون أعضاء عاملين نافعين، في الحياة وفق منهج التربية الإسلامية الرشيدة، وتفعيل الأفكار والرؤى السديدة وتطبيقها في الميدان لنجني منها أنفع الثمار وفق ما فيه خير الناشئة وازدهار التربية لإعداد الإنسان الصالح
رد مع اقتباس
3. 23 May 2004#4
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
دور المعلم في رعاية الموهوب
إذا كان للأرض كنوزها وذهبها بأحمره واصفره ، وإذا كان للبحر درره ولؤلؤه ، وإذا كان للسماء نجومها فأن للبشرية أبنائها الموهوبين والمبدعين الذين يعتبرون ثروة الأمة الحقيقية التي ما بعدها ثروة والأمم بكافة ألوانها ولغاتها مدينة لهؤلاء سواء كانوا أحياء أو أموات ، فلا حضارة ولا تقدم ولا رقي بدون إنجازاتهم وإبداعاتهم فهم الاستثمار الحقيقي للأمة ورأس مالها فلا البترول ولا الذهب الأسود يعادل قيمتهم وبدونهم فأنة لن يكون بمقدورنا استخدامه ، والحياة اليوم مقارنة بحياة الأمس حياة سهلة رغده واعدة بينما كانت بلامس شاقة صعبة .
أن الموهبة والإبداع سر من أسرار الموهوبين الذين تفجرت طاقاتهم وقدراتهم وقرائحهم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من حضارة .
وأذ أضع هذه الحلقه وهذا المجهود المتواضع جداً بين أيدي زملائي و أخواني المعلمين المهتمين بالكشف عن الموهوبين ورعايتهم للاستفادة منها في البرامج الاثرائية ، واشكر الله سبحانه وتعالى فهو الخالق وهو مصدر الإبداع وهو معلمنا وملهمنا فشكراٌ لله الذي وهبنا العقل ودعانا إلى التدبر في مخلوقاته وميزنا وفضلنا على كثير مما خلق واصلي واسلم على هادي البشرية جمعاء نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله واصحابة ومن اهتدى بهدية إلى يوم الدين .
رد مع اقتباس
4. 23 May 2004#5
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
دور المعلم في الكشف عن الموهوبين
يستطيع المعلم المدرب الكشف النسبي عن القدرات الإبداعية والقيادية والقدرة
على التعلم لدى الموهوب من خلال :-
1- من خلال إنتاجية الطالب
2- من خلال درجاته
3- مراقبة ومعرفة سلوك الطالب
4- أنشطة الطالب
5- رأي الأهل والزملاء
6- مقابلات فردية مع الطالب
فالإبداع ليس سمة محصورة في القلة من الناس ، لكنه قدرة كامنة لدى معظم الناس ، يمكن رعايتها وتطبيقها إذا ما توفر لها الظروف المواتية في البيت والمدرسة والمواقف الحياتية في المجتمع .
فالمعلم الذي يشجع على الاكتشاف ، ويوفر الفرص للتفكير المتشعب يتيح فرصاً مواتية للإبداع وهناك العديد من الإيجابيات لدور المعلم منها:-
أ- بدايات الابتكار تبدأ على مقاعد الدراسة
ب- المعلم الواعي قد ينير أذهان الطلبة ، ويحسن التقاط المواهب ومن ثم صقلها .
ت- لا يقتصر التوجيه على الصغار بل يشمل حتى المرحلة الثانوية .
ث- يعتبر المدرس هو المفتاح الحقيقي للتعليم ، والعامل الرئيسي في تحريك اهتمام
الطلاب لمواد العلوم المختلفة .
رد مع اقتباس
5. 23 May 2004#6
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
أهم أساليب رعاية الطلاب الموهوبين
أهم أساليب رعاية الطلاب الموهوبين ما يلي
1- أسلوب المناقشة الحرة حيث يشترك المعلم في الحوار أو إشراك أحد الطلاب مع زملائه ويقوم المعلم بجذب الانتباه والحفاظ على سير المناقشة .
2- أسلوب التعلم عن طريق الاستكشاف (الاستقصاء) ويتركز في أهميه إعطاء الطالب فرصة التفكير المستقل واستخدام حواسه وقدراته في عملية التعلم.
3- أسلوب حل المشكلات والذي يتم من خلاله طرح سؤال محير أو موقف مربك من قبل المعلم لا يمكن اجابته عن طريق المعلومات أو المهارات الجاهزة لدى الشخص الذي يواجه هذا السؤال او الموقف مما يجعل الطالب يستنفر قدراته وصولا لحل المشكلات.
4- أسلوب فرق العمل ( التعلم التعاوني ) حيث يتم من خلاله اثراء الموضوع الرئيسي للدرس وتوزيع الطلاب في مجموعات متكافئة . وجعل الطلاب يقومون بعمليه ايجاد الحلول ومن ثم التوصل للحل الامثل.
5- أسلوب التعليم المبرمج الذي يتركز على المثير والاستجابة والايحاء ويكون مخططاً لخطواتة مسبقا. ويعتبر من افضل طرق التدريس للطلاب الموهوبين ، والذي يعتمد على سرعه الفهم ويختصر الزمن والمدى حيث تعتبر هذه الميزة إحدى سمات الموهوبين.
6- أسلوب التعلم بواسطة الحاسب الآلي كوسيلة جيدة لمحاكات الحواس ويمكن استخدامه كاسلوب لحل المشكلات ((-التعلم الذاتي – تحضير الدروس- البحوث العلميه- الاتصال)).
7- أسلوب التعليم المصغر حيث يكلف الطالب باداء مهارة يمكن ملاحظتها وتسجيلها على شريط فيديو (( مهارة الالقاء)) ومن ثم عرضها أمام عدد معين من زملائه في زمن محدد وباشراف المعلم حيث توفر طريقة التقويم الذاتي والتغذية الراجعة بالنسبه له وزملائه ومعلمه.
ويمكن تحقيق هذه الأساليب بالطرق الآتية : –
1- وضع الأهداف الملائمة للفروق الفردية يراعى فيها الطلاب الموهوبين0
2- بناء بيئة من الود والاحترام (شعور الطلاب الموهوبين بأنهم محل احترام معلميهم وزملائهم ، واعتقادهم أنهم موضع اهتمام الجميع )
3- محاولة تفهم الطلاب الموهوبين وطرق تفكيرهم وبيئاتهم ، وجعل اكتشافهم في المادة هدف يسعى إليه.
4- -استخدام أساليب تنظيمية صفية تسمح ببرامج خاصة متقدمة للموهوبين ومنها تقسيم الصف لمجموعات طلابية صغيرة ملائمة للبرامج الخاصة أو البرامج الفردية بالصف أو برنامج مجموعة المعلم والمجموعات أو الأفراد المستقلين
5- تكليف الموهوبين بمشاريع إضافية وذلك بالاستفادة من غرف مصادر التعلم بدلاً من حضور بعض الحصص .
6- التركيز على تعليم الطلاب الموهوبين الطرق المنهجية للبحث لتنظيم استنتاجاتهم وأفكارهم .
7- تنمية المستويات المعرفية العليا (التفسير ، المقارنة ، التركيب ، التقييم ، الشعور بالمشكلات ، توضيح المشكلات ، التعمق ، الافتراض ، البحث ، العلاقات، التذكر ، التفكير المتقارب ، التفكير المتباعد)
8- عدم انتقاد الأفكار أو المشاركات التي يطرحها الطلاب ومحاول تقبلها بإعادتها أو إعادة صياغتها أو اقتراح تعديلات عليها 0
9- ممارسة التقويم للأفكار وعدم التركيز على التفصيلات غير الأساسية مع تجنب إحباط الطلاب بسبب التقويم غير المنصف لهم.
10- تصميم برنامجا اثرائيا فرديا خاص داخل وخارج الصف للطالب الموهوب 0
11- الاستعانة ببعض المتخصصين في تدريس بعض المواضيع وفتح باب الحوار والمناقشة معهم
12- تقديم حصص اختيارية تحوي برنامجاً مكثفاً من محتويات إضافية وأنشطة متنوعة للطلاب
13- الاستفادة من برامج التلمذة الفردية للطلاب الموهوبين .
14- توفير مراجع للقراءات الإضافية في موضوع الدرس والإعلان عنها في نهاية الحصة
رد مع اقتباس
6. 23 May 2004#7
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
السمات المعرفية للطفل الموهوب
من البحوث التي توجهت لدراسة السمات المعرفية لاطفال مرحلة الطفولة المبكرة المبدعين دراسة ( تيجانو ـ موران ـ سوبرز) حيث كشفت عن أهم السمات المعرفية التي تتميز تفكير أطفال تلك المرحلة وهي:
1ـ التخيل :
وهو مؤشر ايجابي للاستعداد الابداعي ومعناه انطلاق الافكار غير التقليدية بحرية دون تقييد أو تقييم ، فالاطفال الذين يشتركون في التخيل من المحتمل أن يكونوا مفكرين خياليين ، ونشاط التخيل بما فيه اللعب التخيلي يزيد من الذخيرة السلوكية للطفل وينمي التفكير الابداعي لديه.
2ـ التفكير التباعدي:
يقصد بالتفكير التباعدي الخروج بـافكار بارعة ومفاجئة أو اعطء بدائل لحل مشكلة أو التلاعب المعرفي ويتمثل على شكل دعابة وتضم الافكار مفاهيم القبول غير التقييمي والحلول المتعددة فعندما يتم تشجيع الاطفال عليها يخرجون العديد من الافكار الابداعية.
3ـ الايقاع المفاهيمي:
يقصد بالايقاع المفاهيمي الاسلوب المعرفي الذي يلجأ إليه لطفل عندما يطلب منه أداء مهمة معينة تتطلب تنظيم مايراه ومايدركه في ذاكراته بشكل يسهل عليه استدعاؤه وتوظيفه في معالجة المعلومات في الموقف الذي يوضع فيه ، إضافة إلى ذلك يتضمن هذا المفهوم سرعة الطفل في أداء هذه المعلومات المعرفية.
4ـ الفضول :
يقصد بالفضول المشاركة في المزيد من الاستكشاف الذي يؤدي إلى حل إبداعي للمشاكل ، وإن الفضول كالابداع من الصعب تعريفه وقياسه ويبدو أن هذين المفهومين متصلين معا فقد أثبتث الدراسات أن هناك علاقة بين الفضول والابداع عندما يقاس الابداع كتفكير أصيل أو طلاقة فكرية أو تخيل ووجد أن السلوكيات الاستكشافية عند الاطفال ترتبط بالطلاقة الفكرية لدى أطفال الروضة مع أن هذه العلاقة غير قوية عند أطفال المرحلة الابتدائية
وإن الاطفال الذين يميلون إلى المشاركة في المزيد من الاستكشاف هم أكثر فضولية ومن المحتمل أن يفرضوا أنواعا من الاسئلة في أوضع اللعب تؤدي إلى حل إبداعي للمشكلات .
رد مع اقتباس
7. 23 May 2004#8
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
تعريفات
تعريف الموهبة والموهوبين
لغوياُ : بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية نجد كلمة ( موهوب ) مأخوذة من الفعل ( وهب ) وهي العطية أي الشيء المعطى للإنسان والدائم بلا عوض ففي لسان العرب الموهبة : من وهب – يهب ووهوب أي يعطيه شيئاً . أما معجم المنجد : فقال : وهب أي إعطاء الشيء بلا عوض . أما القاموس المحيط : فالموهبة : من وهب _ يهب والموهبة العطية .
اصطلاحا ( نبذة تاريخية ) :-
1- أول من تطرق للتفوق والموهبة هو جالتون عام 1883 م والملقب ( جد علم تربية الطلبة المتفوقين ) حيث كان يعتقد أن التفوق وراثي وثابت في الأفراد .
ولعله كان متأثراً بتخصصه في علم الأحياء حيث ألف كتابه الشهد وراثة العبقرية
التعريفات الحديثة :
1- تعريف ويثي / والذي تبنته الرابطة الأمريكية للأطفال الموهوبين حيث يعرف الموهوبون بأنهم أولئك الأفراد الذين يكون أداؤهم عالياً بدرجة ملحوظة بصفة دائمة .
2- تعريف مير لاند/ عام 1972 م الذي تبناه مكتب وزارة التربية والتعليم الأمريكية حيث يقول عن الموهوبين أن هؤلاء الأطفال الذين يملكون قدرات وإمكانيات غير عادية تبدو في أداءاتهم العالية المتميزة والذي يتم تحديدهم من خلال خبراء متخصصين مؤهلين ومتمرسين وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادية وبحاجة إلى برامج متخصصة ليتمكنوا من خدمة أنفسهم ومجتمعهم . وتشمل مجالات الأداء العالي المتميز ( مجالات الموهبة ) واحدا أو أكثر من المجالات التالية :
1- القدرات العقلية العامة : المعلومات العامة _ القدرة اللغوية ( التجريد والمعنى للمفاهيم ) القدرة على الاستدلال ….
2- القدرة الأكاديمية المتخصصة : قدرات عالية في اختبارات التحصيل الدراسي في الرياضيات أو اللغة .
3- القدرة القيادية : القدرة على حل المشكلات ارتفاع مستوى الثقة بالنفس وتحمل المسؤوليات والتعاون الميل للسيطرة القدرة على التفاوض القدرة على توجيه الآخرين وسياستهم .
4- القدرة الإبداعية والإبتكارية : وهي القدرة على إنتاج العديد من الأفكار الجيدة أو تجميع العناصر التي تبدو متنافرة .
5- المهارات الفنية أو الأدائية : وتشمل هذه المواهب الخاصة في مختلف الفنون كالرسم والأدب والخطابة والشعر الخ……
6- القدرات نفس حركية : وتشمل الاستخدام الماهر للقدرات النفس حركية أو المهارات المكانية أو الجسمية .
3 _ تعريف رونزلي : حيث اقترح مفهوم سلوك الموهوب كحل بديل عن القصور الملموس في التعريفات المنتشرة حيث يقترح أن سلوك الموهوب ينتج من خلال الإتيان بالعناصر التالية :
1_ مستوى فوق متوسط من القدرات .
2_ المهارات الإبداعية .
3_ الالتزام بأداء العمل (( قدرته على إدارة الوقت )).
4_ التعريف المحلي : حيث تم تطوير التعريف من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عام 1418 هـ ثم تم اعتماده من قبل وزارة التربية والتعليم في المملكة بموجب قرار وزاري رقم 877 في 6/5/1418هـ حيث يعرف الموهوبون بأنهم الطلاب الذين يوجد لديهم استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع وبخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الإبتكاري والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة لا تتوافق لهم بشكل متكامل في برامج الدراسة العادية .
رد مع اقتباس
8. 23 May 2004#9
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
خواص الموهوبين
(أ) خواص عامة:
• يتعلمون القراءة مبكراً (قبل دخول المدرسة أحياناً) مع حسن الاستيعاب للغة، ويقرؤون بسرعة وسهولة ولديهم ثروة مفردات كبيرة.
• يتعلمون المهارات الأساسية أفضل من غيرهم وبسرعة ويحتاجون فقط إلى قليل من التمرين.
• أفضل من أقرانهم في بناء الفكر والتعابير التجريدية واستيعابها.
• أقدر على تفسير التلميح والإشارات من أقرانهم.
• لا يأخذون الأمور على علاتها، غالباً ما يسألون كيف؟ ولماذا؟
• لديهم القدرة على العمل معتمدين على أنفسهم من سن مبكرة ولفترة زمنية أطول.
• لديهم القدرة على التركيز والانتباه لمدة طويلة.
• غالباً ما يكون لديهم رغبات وهوايات ممتازة وفريدة من نوعها.
• يتمتعون بطاقة غير محدودة.
• لديهم القدرة المتميزة للتعامل الجيد مع الآباء والمدرسين والراشدين ويفضلون الأصدقاء الأكبر منهم سناً.
(ب) خواص ابداعية (ابتكارية):
• مفكرون سلسون فصحاء قادرون على التصور لعدد من الاحتمالات والنتائج والأفكار التي لها علاقة بالموضوع المطروح للنقاش.
• مفكرون مرنون قادرون على طرح بدائل واختيارات واقتراحات عند اشتراكهم في حلول المشاكل.
• تجد لديهم القدرة والابداع والربط بين المعلومات والأشياء والأفكار والحقائق التي تبدو وكأن ليس لها علاقة ببعضها.
• مفكرون مجتهدون وجادون في البحث عن الجديد من الخطوات والأفكار والحلول.
• لديهم الرغبة وعدم التردد في مواجهة المواقف الصعبة والمعقدة ويبدون نجاحاً في إيجاد الحلول للمواقف الصعبة.
• لديهم القدرة على التخمين الجيد وبناء الفرضيات أو الأسئلة مثل ماذا لو؟
• يُعرفون بأندفاعيتهم وحدسهم داخل نفوسهم ويبدون حساسية عاطفية تجاه الآخرين.
• يتمتعون بمستوى عال من غريزة حب الاستطلاع والأفكار والمواقف والأحداث.
• عادة ما يمارسون المزاح والتخيلات الذكية.
• أنشط ذهنياً من أقرانهم وغالباً ما يظهرون ذلك عند اختلاف وجهات النظر.
• عندهم حساسية للمجال ومجذوبون للفنون.
(ج) الخواص التعليمية:
• يتصفون بقوة الملاحظة لكل ما هو مهم وكذلك رؤية التفاصيل المهمة.
• غالباً ما يقرؤون الكتب والمجلات المعدة للأكبر منهم سناً.
• يستمعون كثيراً بالنشاطات الفكرية.
• لهم القدرة على التفكير التجريدي وابتكار وبناء المفاهيم.
• لهم نظرة ثاقبة لعلاقات الأثر والمؤثر.
• محبون للنظام والترتيب في حياتهم العامة.
• قد يستاؤون من الخروج على الأنظمة والقواعد.
• عندهم حب الأسئلة لغرض الحصول على المعلومات كما هي لقيمتها الاستعمالية.
• عادة ما يكونون ناقدين مقيمين وسريعين في ملاحظة الناقض والتضارب في الآراء والأفكار.
• عندهم القدرة على الإلمام بكثير من المواضيع واسترجاعها بسرعة وسهولة.
• يستوعبون المبادئ العلمية بسرعة غالباً ما تكون لديهم القدرة على تعميمها على الأحداث والناس أو الأشياء.
• لهم القدرة على اكتشاف أوجه الشبه والاختلاف وكشف ما يشذ على القاعدة.
• غالباً ما يقسمون المادة الصعبة ويجزؤونها إلى مكوناتها الأساسية ويعملون على تحليلها وفق نظام معين.
• لديهم القدرة الجيدة على الفهم والإدراك العام.
(د) الخواص السلوكية:
• لديهم الرغبة لفحص الأشياء الغريبة وعندهم ميل وفضول للبحث والتحقيق.
• تصرفاتهم منظمة ذات هدف وفعالية وخاصة عندما تواجههم بعض المشاكل.
• لديهم الحافز الداخلي للتعلم والبحث وغالباً ما يكونون مثابرين ومصرين على أداء واجباتهم بأنفسهم.
• يستمتعون بتعلم كل جديد وعمل الأشياء بطريقة جديدة.
• لديهم القدرة على الانتباه والتركيز أطول من أقرانهم.
• أكثر استقلالية وأقل استجابة للضغط من زملائهم.
• لديهم القدرة على التكيف من عدمه مع الآخرين حسب ما تقتضيه الحاجة.
• ذوو أخلاق عالية وتذوق للجمال والإحساس به.
• لديهم القدرة على الجمع بين النزعات المتعارضة كالسلوك الهادم والبناء.
• عادة ما يظهرون سلوك أحلام اليقظة.
• يخفون قدراتهم أحياناً حتى لا يبدون شاذين بين أقرانهم.
غالباً ما يكون لديهم الإحساس الواضح والحقيقي حول قدراتهم وجهودهم.
رد مع اقتباس
9. 23 May 2004#10
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
مقياس الصفات السلوكية للموهوبين
http://www.cluntun.ws/measure.htm
ادخل وشاهد هذا المقياس
رد مع اقتباس
10. 23 May 2004#11
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
محكات ترشيح وتصنيف الموهوبين
تعتمد مراكز الموهوبين في ترشيح وتصنيف الموهوبين على عدة محكات منها : –
v التحصيل الدراسي :
يعد التحصيل الدراسي مؤشراً من مؤشرات التفوق ،وخاصة إذا ما ارتبط بمفهوم الدافعية ، والقدرة العقلية المرتفعة ، ويؤخذ بمؤشر 90% فما فوق للتحصيل الدراسي عموماً للعامين الدراسيين السابقين ( أربعة فصول دراسية ) و 95 % في الرياضيات والعلوم والأدب والشريعة لنفس المدة ، وذلك كأحد المؤشرات التي يبنى عليها ترشيح الطالب لعمليات الكشف الأخرى .
v السمات السلوكية :
يزخر الأدب التربوي بعدد من السمات والخصال التي تميز الموهوبين عن غيرهم ، وتعد مؤشراً من مؤشرات الموهبة والتفوق ، وتستخدم أداة تشمل قائمة بسمات الموهوبين مدرجة على مقياس من خمس نقاط ، يشارك في استكمال فقراتها المعلمون وأولياء الأمور والمرشدون الطلابيون ، ورواد النشاط ، والأقران بالنسبة للطالب الواعد بالموهبة وتعد مؤشراً أخر من مؤشرات ترشيح الموهوبين .
v إنجازات الطالب الابتكارية :
يعد الإنجاز الإبداعي والتميز مؤشراً من أقوى المؤشرات على طبيعة الموهبة وتوفرها لدى الطالب ، لذا تعد الميادين التي تسمح بظهور تلك الإنجازات مجالاً لترشيح الموهوبين ، وغالباً ما ترتبط بطبيعة المناشط التي يشارك فيها الطالب سواء داخل المؤسسة التربوية أو خارجها .
v الاختبارات والمقاييس المقننة :
تعد الاختبارات والمقاييس المقننة أداة علمية قادرة على تمييز الموهوبين عن غيرهم ، إذا ما تم استخدامها من قبل متخصصين قادرين على تطبيقها بكفاءة واقتدار ، وتم تحليل نتائجها بموضوعية .وذلك في ضوء معطيات بنائها أساسا ودرجة صدقها وثباتها ، وهذه أحد مؤشرات الترشيح في البرنامج ، حيث يتم تطبيق أربعة اختبارات مقننه على البيئة السعودية ، تتمتع بدرجه عالية من الصدق والثبات للكشف عن الموهوبين و هـي :.
ý اختبار القدرات العقلية العامة :
وهو اختبار يقيس أربع قدرات لدى الطلب هي :القدرة اللغوية ، القدرة العددية ، والقدرة المكانية ، القدرة على التفكير الاستدلالي . ويتم تطبيقه على جميع الطلاب المرشحين بشكل جماعي ويستغرق حوالي 75 دقيقة
ý اختبار التفكير الإبتكاري :
وهو اختبار يقيس قدرة الطالب الإبداعية أو قدرات التفكير الابتكاري لدى الطالب ويقيس هذا الاختبار أربع قدرات هي :
الطلاقة : وتعني قدرة الفرد على إنتاج أكبر قدر من الأفكار .
المرونة : وتعني قدرة الفرد على التنويع في الأفكار .
الأصالة : وتعني القدرة على التجديد في الأفكار والإتيان بأفكار جديدة .
التفاصيل : وتعني القدرة على إضافة تفاصيل أكثر وزيادات جديدة لفكرة معنية .
ويطبق هذا الاختبار بشكل جماعي ويستغرق تطبيقه حوالي 30 دقيقة .
ý اختبار الذكاء الفردي ( وكسلر ):
ويعتبر المحك الأخير والنهائي للحكم على الطالب ، وهو من أهم الطرق المستخدمة غالباً في الكشف عن الموهوبين والمعيار الذي يحدد فعالية الطرق الأخرى .
ويطبق على الطلاب بشكل فردي ويستغرق تطبيقه حوالي 120-150 دقيقه على كل طالب .وتعتبر المدة الزمنية الطويلة والتكاليف العالية وكفاءة الفاحص وتحديد الدرجة الفاصلة من أهم المشكلات التي تواجه استخدام هذا النوع من الاختبارات .
ý اختبار المصفوفات المتتابعة المتقدم :
هو اختبار يقيس القدرة العقلية العامة أو ما يسمى بالعامل العام للذكاء ، حيث يعتمد على الأشكال المجردة لقياس القدرة على الاستدلال ، ويتميز الاختبار بسهولة التطبيق والتصحيح وتفسير الدرجات وهو من الاختبارات عبر الثقافية المتحررة من أثر الثقافة بدرجة كبيرة ، ويعطى الاختبار بوقت مفتوح غير محدد،ولكن متوسط زمن الأداء في كثير من الدراسات التي أجريت عليه يبلغ (45) دقيقة ويتم بشكل جمعي .
المراحل التي يتم من خلالها التعرف على الموهوبين بمركز الموهوبين :-
(أ) الترشيح
يتبع المركز مجموعة من الخطوات المتسلسلة لتحقيق ذلك وهي:-
v التحصيل الدراسي ( العام والخاص )
حيث يتم حصر الطلاب المتفوقين في التحصيل الدراسي عن طريق المدارس وفق استمارات محددة ومقننة أعدت لهذا الغرض بحيث تشتمل الحاصلين على نسبة 90% فأكثر في التحصيل العام لأربعة فصول دراسية سابقة، و95% فأكثر في المواد الدينية والعلوم والرياضيات لأربعة فصول دراسية سابقة، ويتولى هذه العملية مجموعة من المرشدين المفرغين عن طريق المركز، حيث يقومون بزيارة المدارس والحصول عل كافة المعلومات والبيانات من الكشوفات والسجلات الرسمية.
v الناتج الإبداعي
حيث يتم حصر الطلاب المتميزين في المهارات والأنشطة اللاصفية ذوي الناتج الإبداعي في المجالات العلمية والأدبية والرياضية والفنية ، والذين ليسوا من المتفوقين دراسياً وفقاً لاستمارة المهارات التي أعدت لهذا الغرض ، ويتولى الرائد الاجتماعي ومشرفي الأنشطة تعبئة هذه الاستمارة واستكمال بياناتها وإرسالها للمركز.
ويعتمد المركز أيضاً ترشيحات أولياء الأمور بحيث يعطي ولي الأمر استمارة قائمة تحديد السمات السلوكية، وفي ضوء ملاحظاته ومقارنة تلك الملاحظات بما هو موجود في الاستمارة حتى يستطيع أن يرشح ابنه.
بعد أن يتم حصر الطلاب ووفقاً للخطوات والأساليب السابقة يتم تسجيلها في الحاسب الآلي بعد استكمال كافة بياناتهم
(ب) التعرف :-
ويتم من خلال تطبيق الاختبارات والمقاييس العقلية المقننة في مجال الإبداع والذكاء سواء كانت جمعية أو فردية، ومنها اختبار القدرات العقلية واختبار التفكير الابتكاري، واختبار وكسلر للذكاء الفردي، واختبار رافن للمصفوفات المتتابعة.
(ج) الاختيار والتصنيف :-
ويتم من خلال المقاييس الخاصة بالميول المهنية والاستعدادات العقلية والأكاديمية حيث يتم تطبيق مقياس للميول المهنية يمكن من خلاله تحديد ميول الطلاب العلمية والمهنية والإدارية والبحثية، كما يمكن استخدام نتائج الطلاب في اختبار القدرات العقلية والتي تقيس القدرات العددية واللغوية، والتفكير الاستدلالي والقدرة المكانية، وكذلك اختبار تور انس للتفكير الابتكاري ( الطلاقة ، المرونة ، الأصالة ) كذلك اختبار أو مقياس وكسلر للذكاء وما يحتويه من جوانب علمية ونظرية أثناء عملية الاختيار والتصنيف.
(د) التقويم :-
التقويم ويتم من خلال متابعة الطلاب أثناء تنفيذ البرامج الإثرائية لمعرفة مدى نجاحه وفشله ومعرفة درجة الدقة في اختياره وتصنيفه ومدى إمكانية التنبوء وتقويم البرامج الإثرائية وفعاليتها.
رد مع اقتباس
11. 23 May 2004#12
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
سؤال وجواب
سؤال : الموهوب شخصية تستطيع خدمة نفسها بنفسها فهل نحن بحاجة إلى رعاية الموهوب و إقامة برامج وجمعيات متخصصة لرعايتها ؟
أم خالد الغامدي – الرياض
إن الموهوب لا يعلم شيء عن موهبته وكذلك من حوله ، لكن الموهبة تظهر على هيئات و مظاهر قد تكون بشكل مرغوب و دون ذلك .
سجلت معظم التقارير و الدراسات الميدانية إن برامج رعاية الموهوبين قد لا تنتج أفرادا قادرين على تغيير نظم الحياة ، لكن الموهوب الذي تتم رعايته من أكثر الطلاب ثقة في نفسه، ومن أكثرهم مشاركة في خدمة مجتمعه ، ومن أكثرهم حصولا على الجوائز التقديرية .
برعايتنا للموهوب ستتفتح لنا آفاق ومدارك جديدة توسع من أفقنا الضيق لمفهوم الموهبة ، فالموهبة المرغوبة في جزء من أجزاء العالم ليس شرطا أن تحظى بنفس الدرجة من الاهتمام في بقية أنحاء العالم ، كما أن الموهبة ليست شيئا محدودا بل هي أكبر بكثير ، قال تعالى : { كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا }. الإسراء 20 .
أثبتت التقارير و البحوث الميدانية إن مفهوم الموهوبة المنتشر بين أفراد مجتمعنا المحلي هو ذلك الفرد القادر على الحصول على درجات مرتفعة في الاختبارات الدراسية ، وهذا مفهوم محدود وضيق ، لذلك يخسر المجتمع كثير من أفراده الموهوبين ، فالموهوبون الآخرون (مهما كانت مواهبهم خاصة في سن الدراسة العامة) يرغبون في جذب الانتباه ( خاصة معلميهم) نحو موهبتهم، بطرقهم الخاصة ، و التي قد لا تعجب المعلم ، فيلقب ذلك الموهوب في مجالات غبر التحصيل العلمي بالمشاغب أو الكسول أو المتمرد ، مما يضطره إلى اللجوء إلى أحد الخيارات التالية :
التنازل عن موهبته : وذلك تحت مقولة :” الباب اللي يأتي منه الريح سده و استريح” وهذه خسارة فادحة .
تسخير موهبته لمعاقبة نفسه حيث نسمع عن مشكلة يواجهها الغرب و الشرق كذلك عن ظاهرة انتحار الموهوبين .
تسخير موهبته للانتقام من الغير ، وهذه من القضايا التي تؤرق العيد من أجهزة الأمن بالدول المتقدمة .
سؤال : كيف يمكنني التعرف على موهبة ابني / ابنتي ؟
أم عمار با قاسي – مكة المكرمة
هناك العديد من الوسائل تساهم في التعرف على موهبة الابن / الابنة . فهناك المقاييس الموضوعية التي يتم تطبيقها بواسطة المختصين و منها مقاييس الذكاء و مقاييس الإبداع و الاختبارات التحصيلية (خاصة المقننة و الموحدة منها ) ، إن استخدام هذه المقاييس شيء مكلف ماديا ، كما انه بحاجة إلى توافر المختصين . لكن في وضع الأخت السائلة ، فإنني انصح إلى استخدام المقاييس التقديرية ، واقصد بها المقاييس التي تعتمد على ملاحظة المقييم ، ومن أمثلة هذه المقاييس ، قوائم الخصائص السلوكية ، و قوائم الملاحظات ، و ملاحظة الأداء وما شابه . بقي أن اسأل ما هي الفائدة من التعرف على الموهبة ؟ قد يقول البعض حتى نوفر الخدمة المناسبة للموهوب ، وهذا علميا و منطقيا صحيح ، لكن التقارير والدراسات أثبتت أن تلقيب الفرد بأي لقب كان مثل ” موهوب أو شاطر أو مبدع وما شابه وقد يصل الأمر إلى متخلف أو مجنون” قد يسبب مضايقات نفسية واجتماعية أكبر بكثير من طاقة الفرد . لذا انصح بالحذر في استخدام هذا اللقب ، وان يكون تحت إشراف متخصص.
سؤال : إن ابني الصغير يُبدي اهتمامات و استعدادات في سن اخوته الذين يكبرونه في العمر ، و اعتقد انه موهوب ، كيف يمكنني أن انمي موهبته؟
رفعة الشمراني – الدمام
يمتاز الأطفال الصغار بسرعة التعلم عبر التقليد ، كما أن اهتمام الوالدين و بقية أفراد الأسرة شديد وذلك للسلوكات الطبيعية الصادرة من هؤلاء الصغار ، مما يسرع في عملية تعلمهم لهذه المهارات الرئيسة و البسيطة . خاصة إن عرفنا أن معظم المهارات المطلوبة من طلبة الصفوف الدنيا من المرحلة الابتدائية تعتمد بشكل رئيسي على التذكر و الحفظ . ولعل الأم (خصوصا) من أكثر أعضاء المنزل ملاحظة للتطور النمائي للطفل . لذا فانه يجب الحذر عند التقرير عن موهبة الابن / الابنة .
بشكل عام يمكن تنمية و حماية موهبة الابن / الابنة بسل عدة منها :
الحرص على إكمال السجل الصحي للابن الابنة حيث التطعيمات ، الأمراض ، الإصابات … الخ حيث إن معرفة هذه الحوادث الجسدية أو النفسية (مثل وفاة المقربين للطفل ) أو الاجتماعية ( مثل الطلاق أو الزواج ) تساعد المختص للتدخل المناسب ( النفسي أو الاجتماعي أو التأهيلي أو العلمي وما شابه) في الوقت المناسب فان الحفاظ على الحد الأدنى من الدافعية شيء مهم للإنجاز المتميز .
الحرص على تشجيع الأداء المتميز لكل طفل بدلا من تمييز الطفل بالمعاملة . فلقد تميز جيل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فكانوا خير القرون على الإطلاق ، ثم الذين يلونهم ( كما ذكر ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) إن تشجيع الأداء المتميز يعني إعطاء الفرصة لكل فرد إلى بذل أفضل ما وهبه الله لأقصى طاقة ممكنة . قال تعالى :” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .”
عدم التفضيل بين المواهب : قد يحرص و يشجع الوالدين نوع محدد من المواهب لدى الابن مثلا الحاسب الآلي بحجة أنها من المهارات الضرورية و الحيوية في عصرنا الحاضر، في حين إن الابن يفضل نوعا آخر من المواهب . إن هذا التركيز غير المرغوب لدى الابن ، رغم قناعة الوالدين ، قد يكون مصدرا لهدر الوقت و الجهد و المال ، وقد يصاحبه وأدا لمواهب أخرى . إننا بحاجة إلى تشجيع جميع أنواع المواهب المعروفة لدينا ، و غير المعروفة ، فإننا نعيش في عصر تتضاعف الأحداث فيه سواء المتوقعة و غير المتوقعة ، و نحن بحاجة إلى التعرف عليها و معالجتها و التعايش معها ، ولعل عملية التوجيه السليم بدلا من النهر الشديد من أفضل السبل المحايدة للتعامل مع مثل هذه الظروف .
رد مع اقتباس
12. 23 May 2004#13
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
سؤال وجواب
سؤال : ما هي صفات الألعاب الجيدة؟
غالية العتيبي- الأحساء
للأسف كثرت الألعاب في الأسواق بشكل تجاري ، و تحت مسميات تربوية كالألعاب الذكية وما شابه ولا أحسبها كذلك . من أهم الشروط التي قد تساعد على انتقاء الألعاب المناسبة للطفل ما يلي :
التجربة : نظرا لكثرة الألعاب في الأسواق و كثرة الدعايات المضللة ، يُحبذ الأخذ بالشورى بين أولياء الأمور في انتقاء الألعاب . وذلك لاختلاف المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و التعليمية سواء للوالدين أو للمجتمع أو للعبة نفسها.
سلامة الطفل : هناك العاب كثيرة لا تعطي سلامة الطفل قدرا من الأولوية ، وسلامة الطفل البدنية و النفسية و الاجتماعية حق من حقوق الطفل لا نعير نحن في منطقتنا العربية لها اهتماما .
مرونة اللعبة : يجب أن تتصف اللعبة بالمرونة في الأفكار و التنفيذ . إن معظم الألعاب المتوفرة في الأسواق تعتبر مملة للطفل رغم أن شكلها قد يكون جديدا . وذلك لأنها تتطرق لفكرة واحدة ( وفي معظم الأحيان تكون فكرة قديمة قد تعلمها الطفل من لعبة سابقة ) .
الاعتدال في السعر : واقصد بها أن تكون الألعاب الجيدة ذات أسعار في متناول السواد الأعظم من أفراد المجتمع.
أن تكون اللعبة مبنية على أساس علمي وفكرة واضحة يستطيع الوالدين من خلالها مساعدة الطفل على التعرف على الفكرة العلمية ، ثم رفع دافعية الطفل للتعرف و الاستزادة من الجانب العلمي أو التطبيقي للفكرة، كما أنني أحبذ أن يتم تزويد اللعبة برقم هاتفي يمكن الاتصال به ليتمكن المهتم من الاستزادة عن اللعبة و الاستفسار عنها .
الملاءمة العُمُرية للطفل : وذلك بتحديد متوسط الأعمار المناسبة لكل لعبة . حيث يتحكم في ذلك نوعية خامات التصنيع ، الفكرة العلمية ، اهتمام الطفل ، كما أن الفئة العمرية قد تكون العمر الزمني و قد تكون العمر العقلي .
توفير وسائل الصيانة معتدلة السعر : قال تعالى :” إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين” وان معظم أسعار الألعاب الهادفة مرتفعة الأسعار ، وكأن صانعي الألعاب يتعمدون وضع صفة سرعة العطب في لعبتهم لرفع نسبة المبيعات ، واستنزاف الدخل العام .
إقامة جمعيات محلية : إن الألعاب الجيدة ذات أسعار تكون في معظم الأحيان مكلفة ، كما أن معظم الأطفال يعطون اللعبة اهتماما يلائم تمكنهم من إتقان فكرة اللعبة أو اليأس من الإلمام بفكرة اللعبة . إن إقامة جمعية محلية قد تساهم كثيرا في عملية توفير أكبر عدد من الألعاب في مكان واحد يمكن أن تقوم بإعارة اللعبة للطفل لفترة محدودة تعاد اللعبة بعدها ليستفيد منها طفل آخر ، وضع دليل شامل عن اللعبة (حسناتها ومساوئها وفكرتها) وعن الشركة المصنعة لها ، إن توافر مثل هذه الجمعيات / الأندية / الرابطة سيكون أساسا لإنشاء “مكتبة” العاب ومرجعا لمعظم الآباء و الأمهات و الأطفال و المختصين .
سؤال : لدي طفل يجيد الحاسب الآلي و أود إلحاقه بالمؤسسة كيف يكون ذلك ؟
سهام بنت شعيب- مكة المكرمة
لا تتوافر لدى المؤسسة أية خدمات مخصصة لهؤلاء الطلاب ، حيث أن هذه الخدمات يتم توفيرها من قبل وزارة المعارف بالنسبة للذكور ، أما بالنسبة للإناث فإنها مسؤولية الرئاسة العامة لتعليم البنات . وتقتصر مسئولية المؤسسة على توفير الدعم المالي أو الفني لهذه المؤسسات . لذا فإنني انصح بالاتصال بمراكز رعاية الموهوبين التابعة لوزارة المعارف ، أو مراكز رعاية الموهوبات التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات ، أو المؤسسات الأخرى للحصول على الرعاية اللازمة .
سؤال : لدي طفل في السابعة من عمره ، ألاحظ ميله بشكل شغوف نحو الحاسب الآلي ، و يتجاهل الدراسة بشكل بدأت مع والده نتضايق منها ، لدرجة أن والده اقترح إبعاده عن الحاسب الآلي . ما هي توجيهاتكم ؟
أم علي – الرياض
إن العلاقة بين الطالب و الحاسب الآلي ترتكز على تحدي الحاسب لاهتمامات الطالب ، إضافة إلى ما يسمعه الطالب من إطراء جراء تعامله مع هذا الجهاز . كما أن المدرسة لا توفر المنافسة العقلية الكافية لقدرات الطالب بل تتبع الإجراء الروتيني اليومي منذ كنا نحن صغارا ( أليس ذلك بممل) . اقترح عدم إطراء الحاسب و مستخدميه بشكل يعطي صورة للصغار إن المتعامل مع هذا الجهاز (عبقري / شاطر متميز/ متمكن وما شابه ) كما انه يجب أن يكون التعامل مع الحاسب ليس في الألعاب (وهذا للأسف ما أشاهده مع معظم الأقرباء و الأصدقاء) بل يجب التشجيع في جوانب التطبيقات مثل التصاميم ، الإنترنت بحدود التعلم من البرامج التعليمية ، وما شابه فالحاسب آلة تعلم اكثر من كونها آلة ترفيه و إضاعة وقت . كما أدعو المدارس إلى استخدام الحاسب بشكل اكثر فاعلية فمعظم أنشطة الحاسب المقدمة في المدارس مملة بالنسبة لمعظم الطلاب حيث أنها تركز على أعمال السكرتارية مثل النسخ و الطباعة في حين إن هناك سواد اعظم من هؤلاء الطلاب قد تخطى هذه المرحلة إلى مراحل متقدمة تصل إلى التصاميم و المخاطبة عبر الإنترنت . انصح الأخت أم علي و كل من في حالتها أن نعيد النظر في هذا الحاسب وان نجدول وقت الطفل بحيث يكون هناك جزء من الوقت للدراسة عبر هذا الحاسب وجزيء من الوقت للعب مع هذا الجهاز ، وبقية الوقت (إن وجد الطفل ) لبعض الأعمال الإثرائية. كأن يتم تشجيع الطالب في إيجاد تطبيقات للاستفادة من المعارف التي تعلمها في المدرسة مع ما يجده و يعلمه من هذا الحاسب .
سؤال : هل المستوى التحصيلي كاف على الحكم في موهبة الطالب ؟
أم فيصل- جدة
المستوى التحصيلي بشكل مفرد ليس مؤشرا كافيا للحكم على موهبة الطالب. لكنه هو المؤشر الوحيد المتوفر حاليا ، لذا يلجأ معظم الناس إليه شأنهم شأن المؤسسات الأخرى مثل الجامعات و الكليات ومن ضمنها برامج رعاية الموهوبين. ولقد فطنت إلى قصوره الجامعات ، فاشترطت دخول الطالب اختبار القبول كشرط ثان للقبول في الكليات ، وكذلك برامج رعاية الموهوبين . إننا في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ، نسعى حاليا إلى تشكيل قاعدة بيانات متخصصة عن المختصين في القياس ، و إعداد مكتبة متخصصة عن المقاييس سعودية المنشأ أو المقننة محليا بحيث يكون هذا التقنين مستمر التحديث
رد مع اقتباس
13. 23 May 2004#14
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
سؤال وجواب
سؤال : لدي ابنة تم اختيارها للمشاركة في أحد الملتقيات الصيفية للموهوبين ، وهي ناجحة من الصف الثاني إلى الثالث الثانوي . ألا تعتقدون إن هذا الوقت متأخر جدا لرعاية الموهوبين ؟
د. فاطمة الفضلي – الرياض
أوافق الأخت الدكتورة فاطمة على إن هذا الوقت متأخر جدا لرعاية الموهوبين ، إن كان لدينا برنامج متأصل لرعاية الموهوبين . إننا في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين حديثي عهد بهذه الخدمات . و حريصون كل الحرص على خدمة أبنائنا على جميع المراحل و جميع المستويات بقدر الإمكانات المتاحة . لقد اخترنا طلبة الصف الثاني الثانوي لهذه الملتقيات لأسباب منها :
مساعدة هؤلاء الطلاب على التعرف إلى خبرات جديدة سيواجهونها بعد اجتيازهم المرحلة الثانوية ، مثل التعامل مع بيئة غير بيئة المدرسة من حيث النظم و اللوائح و اليوم الدراسي ، اختيار الكلية المناسبة و التخصص المناسب ، الابتعاد عن الأهل ، وما شابه .
إننا حريصون أن يستمع زملاء الطالب إلى تجربة الطالب في هذا الملتقى من حيث السلبيات و الإيجابيات ، فتنتقل الخبرة الجديدة إلى زملاء الطالب في المدرسة . ونأمل أن يولد هذا حرصا من الشباب على رعاية مواهبهم الذاتية ، و التنافس العلمي الشريف .
نشر الوعي الصحيح عن الموهبة عبر الطالب نفسه إلى المنزل و المدرسة .
حث المؤسسات المختلفة إلى تبني مثل هذه الملتقيات الصيفية .
سؤال : تخدم مراكز رعاية الموهوبين ( على حد زعمهم ) نوعيات محددة من المواهب مرتبطة بشكل مباشر بالمناهج المقررة في المدارس . وهناك موهوبون في مجالات تختلف كلية عن هذه المتوفرة بالمراكز . ألا تعتقدون أن هذا وأدا للمواهب الأخرى ؟
محمد مهدي – جدة
نعم ، أوافقك الرأي . وليكن واضحا للجميع آن مراكز رعاية الموهوبين لن تتمكن من خدمة جميع أنواع المواهب خاصة الخاصة منها ، و هنا نؤكد على أهمية دور المنزل و المجتمع المحيط بالموهوب . حيث يجب أن يأخذ كل منا دوره بشكل كامل في رعاية الموهوب . وان لا نتكاسل كما صنع معظمنا حين تركنا أمر التربية و التعليم على المدرسة ، التي لم تتمكن القيام بدور المنزل و المدرسة ، فغدونا نعاني من بعض الصور في تربية الأبناء .
رد مع اقتباس
14. 23 May 2004#15
المدرب صلاح معمار
تاريخ التسجيل : Oct 2003
المشاركات : 13,269
الشكر المقدم : 0
شكر 0 مرة على 0 موضوع
معدل تقييم المستوى : 333
Array
إلـى ابنـي العـزيـز
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى ابني العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلك تسال نفسك من هو الموهوب ، هل أنت من ضمنهم ؟
للاجابة على هذا التساؤل الهام ، أقول لك بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، ان كلمة “موهوب” ذات دلالات كثيرة . فان اتبعنا ما قاله علماء النفس ، فان الموهوب لديهم هم الذين يحصلون على نسب مرتفعة في اختبارات الذكاء ، و لقد حدد بعضهم أن الموهوبين أفضل 1-2% من البشر وفقا لنتائج تلك الاختبارات ، ولعل هذا التعريف قاصر لأنه يحدد النسبة بموجب اختبارات الذكاء التي قد تكون غير منصفة و مجحفة . ويقول بعض المعلمين بان الموهوب هو الذي يحصل على درجات مرتفعة في اختبارات آخر العام الدراسي و ممن يتعلمون بسرعة و يحلون واجباتهم المدرسية بسرعة و بشكل ممتاز ، نقول لهم اننا هنا نتحدث عن موهبة التعلم ، فهناك طلبة سريعي التعلم ، وآخرون شديدي القدرة على الحفظ، هؤلاء الأفراد قد لا يتمتعون بقدرات تساعدهم على التعامل مع مواقف خارج الصف الدراسي (مثلا)، لذلك أجد أن هذا التعريف قاصر أيضا . انني متأكد أن هناك مجموعة من الطلاب تجد في نفسها القدرة و التميز و ميول على أداء نوع محدد من المهارات و الأعمال دون غيرها ، أو يجدون في أنفسهم القدرة على أداء أعمال دون أخرى . لقد ميز الله سبحانه البشر وفضل بعضهم على بعض في جوانب عدة ، فهناك المفضلون في الأرزاق ( الجوانب الاقتصادية ) و هناك المفضلون في الجوانب العقلية و آخرون في الايمان و بعض في العلم و آخرون في الأولاد و آخرون في المهارات اليدوية و الحركية وما شابه . كما ان الفكرة الأساسية من اختبارات الذكاء كانت لقياس القدرة على التعلم . لذا فإنني اعتقد أننا بحاجة الى التركيز على السلوك الموهوب وليس الشخص الموهوب . بمعنى آخر اننا بحاجة إلى تشجيع كل فرد قادر على تعلم مهارات محددة ليتمكن من صقل و تطوير مهاراته و قدراته و الإتيان بالسلوك الموهوب . وبذلك نتيح الفرصة للتنافس الشريف و ليتمكن كل فرد (مهما كانت درجة ذكائه حسب اختبارات الذكاء) أن يأتي بشيء يفوق أقرانه . قال تعالى :” والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون” النحل 71.
لعلك تتسأل عن مدى استحقاقك في الحصول على خدمات برامج رعاية الموهوب ، خاصة وانك لم تُرشح لها ؟
عندما قامت مراكز رعاية الموهوبين بتحديد عدد من الطلاب وفق الشروط المحددة من قبل الوزارة ، كان هذا العدد مؤشرا في بداية خدمات مراكز رعاية الموهوبين ، وهذا لا يعني حرمانك من هذه الخدمات ، وليس بالضرورة أنها تعني إن جميع الطلاب الذين تم اختيارهم موهوبين وأنكم لستم موهوبين . وليس أفصح من كتاب الله الذي قال :” و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ، وجعل لكم السمع و الأبصار والأفئدة ” أي أن لنا فرصة التعلم كبيرة لنتمكن من عمارة الأرض و توحيد الله سبحانه و عبادته . لذا فإنني أنصحك بما يلي :
الحرص على التعرف على المجالات التي تستدعي انتباهك.
ابحث عن المراجع (الكتب و المختصين) في ذلك المجال.
والداك أفضل من سيُعينك للوصول إلى المختصين في مساعدتك.
أكتب كل ما يجول في خاطرك وتأكد أن الفكرة الأصيلة تبدأ صغيرة و قد تكون طائشة لا قيمة لها ، فنحن نؤمن بالتعلم و التطوير خاصة في الأفكار و العلوم.
قد لا تجد من يهتم بقدراتك ، لا تصب بالإحباط ، عليك بالصبر و متابعة رعاية اهتماماتك و كتابة كل ما يستجد لديك حتى يكتب الله أمرا كان مقضيا ، فالصبر أساس كل نجاح قال تعالى :” وبشر الصابرين “.
يسأل الكثير من الطلاب ممن هم في مثل سنك : ” هل أنا مبدع ” ؟
أقول لهم نعم أنت مبدع إن التزمت في تطوير نفسك و صبرت .