كل شخص يفكر في تغيير العالم .. ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه!”..
كانت هذه الكلمات أحد مقولات العالم الكبير توماس إديسون الذي سآخذ من وقتكم بضع دقائق لنتوقف أمامه، لنرى شخصاً حاربته كل الظروف فحولها إلى درجات صعد عليها إلى سُلم المجد!
ولد إديسون في مدينة ميلان بأوهايو في الولايات الأميريكية عام 1847، ولقب إديسون بالعالم صاحب الألف اختراع لأنه وحده سجّل أكثر من 1090 براءة اختراع!!
الغريب في الأمر أن هذا العبقري ذو الألف فكرة وفكرة كان يعاني من ضعف السمع فلم يستكمل تعليمه لأن مستواه التعليمي كان ضعيفاً، ولكن في الوقت الذي رفضته المدرسة احتوته أمه بالحب والحنان فأخذت تعلمه القراءة والكتابة والعلوم، وعندما بلغ 11 عاماً كان قد درس تاريخ العالم نيوتن والتاريخ الأمريكي وروايات شكسبير وغيرها.
وفي ذات الوقت توجه إديسون لبيع الصحف في محطات السكك الحديدية، ثم عمل موظفاً لإرسال البرقيات في محطة السكك الحديدية ومن هنا ساعد هذا العمل إديسون على اختراع أول آلة تليغراف:
وليس هذا فقط بل اخترع أيضاً آلة تسجيل الأصوات وكانت لهذه الآلة قصة غريبة، فعندما أخبر إديسون مساعديه أنه ينوي اختراع آلة تتكلم سخروا منه وخصوصاً مساعده كروسي، ولكن بعد 30 ساعة من العمل المتواصل فاجأ إديسون العالم كله باختراع أول آلة تسجل الأصوات ثم ترددها وكان هذا غريباً على العالم لدرجة أنهم أطلقوا على توماس إديسون اسم “الساحر”!!
يعتبر إديسون أول من فكر في اختراع جهاز ينقل الكلام عبر الأسلاك (التليفون) رغم أن العالم “بيل” سبقه في اختراع أول هاتف، لكن هاتف بيل كان لا ينقل الأصوات إلا من غرفة إلى غرفة فتجاوز اختراع إديسون الغرفة إلى العالم بأسره!، حتى جاء العام 1879 حين اخترع إديسون الهاتف الكهربي فكان هذا العام بدايةً لتغيير العالم.
ولم يمضي الكثير حتى اخترع إديسون الاختراع الذي سبب شهرته حتى الآن وهو “المصباح الكهربي”.
بدأت قصة اختراع المصباح الكهربائي مع إديسون حين مرضت والدته مرضاً شديداً، فقرر الطبيب أن يجري لها عملية جراحية فورية ولكن.. هناك مشكلة لأن الوقت كان ليلاً ولا يوجد ضوء كافي ليرى الطبيب ما يفعل في هذه العملية الدقيقة، لذا اضطر للانتظار حتى شروق الشمس لكي يجري العملية!!
ومن هنا كانت البداية لاختراع المصباح الكهربي، فأخذ إديسون يستمر في محاولاته وإصراره على اختراع المصباح الكهربي لدرجة أنه خاض أكثر من 99 تجربة فاشلة وفي كل مرة عندما تفشل تجربة كان يقول “هذا عظيم .. لقد أثبتنا أن هذه أيضاً وسيلة غير ناجحة للوصول للاختراع الذي أحلم به”، فكان لا يطلق عليها تجارب فاشلة بل تجارب لم تنجح!، وعلى الرغم من عدم نجاحه في عدد كبير جداً من المرات إلا أن ذلك لم يدفعه لليأس بل استمر في المحاولة، وفعلاً في عام 1879 أنار مصباح إديسون لتشع الوجوه بهجةً بهذا الاختراع العظيم، واستمرت الزجاجة مضيئة 45 ساعة وقال إديسون لمساعديه طالما أنها ظلت موقدة هذه المدة فبإمكاني إضاءتها لمئة ساعة!
وانتشر النبأ بالصحف أن الساحر إديسون حقق المعجزة والناس ما بين مكذب ومصدق، إلى أن جرى الحدث العظيم في ليلة رأس السنة الجديدة عام 1879، واستمر حتى فجر اليوم الأول من عام 1880 .
لإديسون أيضاً اخترعات كثيرة لكنها كانت أقل قيمة من المصباح الكهربي، فاخترع إديسون نظام لتوليد البنزين ومشتقاته من النباتات لمساعدة الولايات المتحدة الامريكية في الحرب العالمية الأولى، واخترع توماس أيضاً آلة تصوير السينما وآلة الطباعة وجهاز قياس الكهرباء وطريقة لتكبير المطاط والكثير من الاختراعات الأخرى.
وتوفي هذا العالم العظيم في 18 أكتوبر عام 1938 ليترك العالم بعد أن أضاء كل منزل فيه.
ولكن كيف أصبح إديسون عظيماً؟!
اتفق جميع العظماء بأن كثرة القراءة والمعرفة وعدم الاهتمام بالمال هي من تخلق العلماء والمفكرين، فيقول إديسون عن المال “ليس المال إلا وسيلة لا غاية” لذلك كان إديسون ينفق المال في شراء آلات جديدة ومحاولة شراء معمل أكبر لكي يتسع لاخترعاته، فكان قد وصل لدرجة أنه يخترع اختراعاً جديداً كل وعند بلوغه 23 سنة فقط كان قد سجل باسمه 122 اختراعاً!
وفي النهاية أترككم مع بعض مقولات المخترع العظيم توماس إديسون:
– أنا لم افعل أي شيء صدفة ولم أخترع أي من اختراعاتى بالصدفة بل بالعمل الشاق.
– إذا فعلنا كل الاشياء التي نحن قادرون عليها لأذهلنا انفسنا.
– ليس معنى ان شيئا ما لم يعمل كما تريد منه أنه بلا فائدة.
– النجاح 1% موهبة و 99% جهد.
– أنا لم افشل بل وجدت 10 آلاف طريقة للنجاح.
– نحن لا نعرف واحد بالمليون من أي شيء.
– الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء.
– لكي تخترع انت بحاجة إلى مخيلة جيدة وكومة خردة.
– اكتشفت 1000000 طريقة لا تؤدي لاختراع البطارية وحاولت 99 مرة لصناعة المصباح الكهربائي.