تعتبر فئة الموهوبين من الفئات المعرضة للخطر إذا لم تجد الرعاية الكافية من المحيطين بهم وتقبلهم وتلبي احتياجاتهم المختلفة، وتطوير طرق تعليمهم ومحاولة إرشادهم وإرشاد المحيطين بهم نفسيًا نظرًا للحالة الوجدانية الانتقالية التي تميزهم عن العاديين.
وليتم ذلك لابد من تعريف من هو الموهوب، وأيضًا تحديد طرق الكشف عنه لرعايته، ويدخل ضمن فئة المراهقين الموهوبين ذوي الحاجات الخاصة إذ إن بينهم العديد من الموهوبين الذين يتميزون بالذكاء، وبفكر ابتكاري وإنتاج ابتكاري، وهو ما يجعلهم ثروة يستحقون لأجلها الرعاية.
وعلميًا تتعدد المصطلحات التي تعبر عن مفهوم الطفل الموهوبGifted Child ، مثل مصطلح الطفل المتفوق Superior Child، أو مصطلح الطفل المبدع Creativechild، أو مصطلح الطفل الموهوب Talented Child. ومهما يكن من أمر هذه المصطلحات فإننا نجد هذه المصطلحات تعبر عن فئة من الأطفال غير العاديين وهي الفئة التي تندرج تحت مظلة التربية الخاصة، ومن هنا ظهرت بعض المبررات التي تعتبر موضوع تربية الموهوبين موضوعًا رئيسًا من موضوعات التربية الخاصة.
وتبدو هذه المبررات فيما يلي:
– تشكل نسبة الأطفال الموهوبين حوالي 3% وتقع هذه النسبة على طرف منحنى التوزيع الطبيعي لاختلاف قدرات هذه النسبة من الأطفال عن بقية الأطفال العاديين.
– حاجة الأطفال الموهوبين إلى برامج ومناهج تربوية تختلف في محتواها عن برامج الأطفال العاديين ومناهجهم.
– حاجة الأطفال الموهوبين إلى طرائق تدريس تختلف في طبيعتها عن طرائق التدريس المتبعة مع الأطفال العاديين.
وعلى أرضية المبررات السابقة تم إدراج موضوع تربية الموهوبين تحت مظلة التربية الخاصة، إذ تتطلب فئة الأطفال غير العاديين برامج ومناهج تربوية وطرائق تدريس تتميز في طبيعتها عن تلك البرامج والمناهج المتبعة في تدريس الأطفال العاديين.
تعريفات الطفل الموهوب
هذا كله ينقلنا إلى تعريفات الطفل الموهوب، إذ ظهرت العديد من التعريفات التي توضح المقصود بالطفل الموهوب، وقد ركزت بعض تلك التعريفات على القدرة العقلية، في حين ركز بعضها الآخر على التحصيل الأكاديمي المرتفع، في حين ركز بعضها الآخر ـ أيضًا ـ على جوانب الإبداع، والخصائص أو السمات الشخصية والعقلية.
أما التعريفات الكلاسيكية فتركز على اعتبار القدرة العقلية المعيار الوحيد في تعريف الطفل الموهوب، ويعبر عنها بالذكاء وهو تعريف هولنج ورث، وتيرمان 1952(Holling Worth & Terman) الذي ركز على القدرة العقلية العامة General Intellectualability التي تقيسها اختبارات الذكاء، واعتبر نسبة الذكاء 140 هي الحد الفاصل بين الطفل الموهوب والعادي، وقد تبنى مثل هذا الاتجاه في تعريف الطفل الموهوب كل من «ديهان وهافجرست 1957» Dehana & Havghurst، حيث اعتبرا القدرة اللفظية والقدرة المكانية التخيلية والقدرة الميكانيكية والموسيقية…إلخ هي المعيار.
وفي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ظهرت تعريفات أخرى للطفل الموهوب تؤكد معيار القدرة العقلية، ولكنها تضيف بعدًا آخر في تعريف الطفل الموهوب هو بعد الأداء المتميز، وخصوصًا في المهارات الموسيقية والفنية، والكتابية، والميكانيكية، والقيادة الجماعية.
وقد ظهر الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى التعريفات الكلاسيكية (السيكوترية) للطفل الموهوب في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، ومن هذه الانتقادات أن مقياس الذكاء كمقياس ستانفورد بينيه أو مقياس كسلر لا تقيس قدرات الطفل الأخرى، كالقدرة الإبداعية أو المواهب الخاصة أو السمات العقلية الشخصية الأخرى للفرد بل تظهر فقط قدرته العقلية العامة والمعبر عنها بنسبة الذكاء!
هذا بالإضافة إلى العديد من الانتقادات التي توجه إلى مقاييس الذكاء مثل تحيزها الثقافي والعرقي والطبقي، مع تقصير قدرة اختبارات الذكاء عن قياس التفكير الابتكاري (التباعدي)DIVERGENT THINKIN، كما أشار إليه جلفور GUILFORD عام 1957 الذي أشار إلى قدرة اختبار الذكاء على قياس القدرة على التفكير المحدد باستجابات معينة للتفكير التقاربي CONVER GENT THINKING وظهرت مقاييس التفكير الإبداعي فيما بعد.
وقد اعتمدت التعريفات الحديثة للطفل الموهوب على تغير النظرة إلى أداء الطفل الموهوب في المجتمع وقيمته الاجتماعية، إذ لم يعد ينظر إلى القدرة العقلية العالية كمعيار وحيد لتعريف الطفل الموهوب، بل أصبح ينظر إلى أشكال أخرى من الأداء كالتحصيل الأكاديمي والتفكير والمواهب الخاصة، والسمات الشخصية كمعايير رئيسة في تعريف الطفل الموهوب.
ويذكر «مارنلد» MARLEND أن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء متميزًا في التحصيل الأكاديمي وفي بعد أكثر من الأبعاد التالية:
– القدرة العقلية العامة.
-الاستعداد الأكاديمي المتخصص.
– التفكير الابتكاري الإبداعي.
– القدرة القيادية.
– المهارات الفنية.
– المهارات الحركية.
إن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر قدرة عقلية عالية على الإبداع، وقدرة على الالتزام بأداء المهمات المطلوبة منه.
ويجمع الاتجاه الحديث في تعريف الطفل الموهوب على عدد من المعايير، وقد يكون التعريف التالي ممثلاً لذلك الاتجاه الحديث وهو: الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء مميزًا مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها في واحدة أو أكثر من الأبعاد التالية:
– القدرة العقلية العالية.
القدرة الإبداعية العالية.
– القدرة على التحصيل الأكاديمي المرتفع.
– القدرة على القيام بمهارات متميزة كالمهارات الفنية أو الرياضية أو اللغوية …إلخ.
– القدرة على المثابرة والالتزام والقوة الدافعة العالية، والمرونة، والاستقلالية في التفكير كسمات شخصيته وعقلية تميز الموهوب عن غيره، إضافة إلى خصائص عقلية وجسمانية ووجدانية ملحوظة من جانب المحيطين به لرعايته.
فبالنسبة للخصائص الجسمانية ظهرت بعض الاعتقادات الخاطئة حولها، بالنسبة للموهوبين تلخصت في ضعف النمو الجسماني والنحول، ولكن الدراسات الحديثة حول خصائص الموهوبين الجسمية تشير إلى عكس ذلك بأنهم أكثر صحة ووزنًا وطولاً ووسامة وحيوية وتفوقًا في التآزر البصري والحركي، وأقل عرضة للأمراض مقارنة مع الأفراد الذين يماثلونهم في العمر الزمني.
وليس من الضروري أن تنطبق تلك الخصائص على كل طفل موهوب، إذ لابد أن نتوقع فروقًا حتى بين الموهوبين في خصائصهم الجسمية.
أما بالنسبة للخصائص العقلية فتعتبر أكثر الخصائص تمييزًا للموهوبين عن العاديين، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى تفوق الموهوبين على العاديين الذين يتماثلون في العمر الزمني في كثير من مظاهر النمو العقلي، فهم أكثر انتباهًا وحبًا لاستطلاع ما حولهم، وأكثر طرحًا للأسئلة التي تفوق في الغالب عمرهم الزمني، وأكثر قدرة على القراءة والكتابة في وقت مبكر، وأكثر سرعة في حل المشكلات التعليمية، وأكثر استجابة للأسئلة المطروحة عليهم وأكثر تحصيلاً، وأكثر تعبيرًا عن أنفسهم، وأكثر قدرة على النقد، وأكثر نجاحًا في عمر مبكر، وأكثر مشاركة في النشاطات التعليمية.
وليس من الضروري أن تنطبق تلك الخصائص على كل طفل موهوب، إذ لابد أن نتوقع فروقًا فردية بين الموهوبين في خصائصهم العقلية.
وفي الخصائص الوجدانية تعتبر فئة الأطفال الموهوبين في أشد الحاجة إلى الفهم من جانب الآخرين، وأيضًا من أنفسهم ومن العالم من حولهم.
ومن الدراسات والمحاولات التي قامت لتحديد بعض الخصائص الوجدانية والمعرفية الخاصة بالأطفال الموهوبين دراسة «ويب وآخرين»، التي صدرت عام 1982 عن الطلاب الموهوبين، فوجدت ثلاثة أنواع من الاكتئاب ما دعا لتأكيد ضرورة فهم مشاعر الطلاب الموهوبين واعتقاداتهم لفهم العالم من حولهم، وفهم أنفسهم وأكدت أن الاكتئاب الوجودي وراء ارتفاع نسبة الانتحار بينهم، إذ يميلون إلى سؤال رجال الدين عن سبب الوجود والشعور بالاغتراب والرغبة في المعيشة في مستوى عال من المسؤولية والإنجاز والأخلاق والصراع بين هذه العوامل.
ودراسة أخرى لـ «وندي .ج.ردريل1984»WEND G.ROEDELL عن القدرات غير المتوقعة وأكثر من المعتادة لهؤلاء الأطفال تتسبب في العديد من القابلية للإحباط والمعاناة النفسية، ووجدت الدراسة حوالي (103) أطفال موهوبين تقدموا للعيادات النفسية لعدم فهم المعلمين قدراتهم، وعدم تكيفهم داخل الفصل الدراسي، بالإضافة إلى تجاهل الراشدين لقدراتهم غير العادية ووجود فجوة بين القدرة العقلية المتقدمة التي تتميز بعمر زمني أكثر من عمرهم الزمني الحقيقي، وعدم المواكبة بين المهارات الاجتماعية والجسدية، وهو ما يؤدي إلى توقعات غير واقعية الأداء.
ويشعر الطفل بأن الراشدين يركزون على نقطة فيه دون مراعاة نقاط التفوق عنده ما يشعر الأطفال الموهوبين عمومًا بضعف الثقة بالنفس، إذ يتميز الأطفال الموهوبون بزيادة الحساسية والاستجابات الداخلية لأي رد فعل للمشاكل العادية للنمو، ويرجع ذلك إلى مجموعة واسعة من المظاهر الاجتماعية خلال التفاعل الاجتماعي وهو ما يجعل هؤلاء الأطفال الموهوبين يدركون عدم الانضباط أو الخلل الاجتماعي حولهم، وكأن هناك شيئًا خاطئًا بالنسبة لهم خصوصًا عندما يلاحظون أن الأطفال متوسطي الموهبة والذكاء محبوبون بين زملائهم في الفصول الدراسية، بينما يجدون (الأطفال الموهوبون ذوو المستويات العالية في الموهبة) صعوبة في التوافق مع أقرانهم، وتبدو مشكلة عدم التواصل بين الأطفال الموهوبين في سنوات ما قبل المدرسة وينفصلون عن الأطفال في سن صغيرة في حوالي الثالثة، نظرًا لاستخدامهم اصطلاحات ومفردات لفظية لمن هم في عمر ست سنوات، وبذلك لا يفهم من هم في أعمارهم نفسها (أي في الثالثة) وهم في سن الرابعة يلعبون بعض الألعاب التي تحتاج إلى قدرات عقلية أعلى مثل لعبة البنج بونج أو الفيديو ولا يلعبها أقرانهم، فمفهوم الأطفال الموهوبين عن المؤسسة أو الجماعة يشبه مفاهيم الراشدين ولكنهم يصدمون عندما تحاصر سلوكياتهم وتصادر حقوقهم من قبل الراشدين في المشاركة في الجماعة أو المؤسسة فيلجأ هؤلاء الأطفال الموهوبون إلى الانسحاب من التفاعل الاجتماعي، وهنا يشخص معلم ما طفلاً موهوبًا في عمر الرابعة على أنه مضطرب عاطفيًا أو انفعاليًا لأنه انسحب من المشاركة الاجتماعية، وتزداد المشكلة ـ بعد الانسحاب ـ تعقيدًا إذا وجهه الآباء للعلاج النفسي جهلاً منهم بأن المشكلة ناتجة عن عدم الموازنة بين قدراته وقدرات الأقران العاديين فيبتعد عنهم.
ومع ذلك فإن الطفل الموهوب لديه مفاهيم متقدمة جدًا عن ديناميكية الجماعة والتفاعلات الاجتماعية، ولكن هذه المفاهيم والأفكار الجيدة لديه لا تترجم إلى سلوك اجتماعي وتزداد المشكلة في مرحلة المدرسة بوجود المناهج الدراسية التي لا ترضي اهتماماته فيزداد الانسحاب من البيئة أكثر فأكثر فتظهر الأعراض الانعزالية بسبب الفجوة في القدرات العقلية والوجدانية والسمات الشخصية.
ومن هنا تبرز الأهمية الكبيرة لتدارك هذا الخطر الذي يهدد كل طفل موهوب إذا لم يتدارك المحيطون به المشكلة من أولها، ويحسنون فهمه ورعايته، وخصوصًا فيما يتعلق عند سن الدراسة، بالبرامج والمناهج التعليمية الخاصة.
محة تاريخية مختصرة لرعاية الموهوبين
الاهتمام بالموهوبين قديم بقدم الإنسان. ومما يُعلم عناية السابقين بالفارس البارع والصياد الماهر والمقاتل المقدام والشاعر المتفنن والخطيب البليغ -كلٌ في مجال تميزه – على مر العصور ، كاهتمام الرومان بإعداد القادة العسكريين وعناية اليونان بالفلاسفة ورعاية الصين للحكماء وغيرهم .
وقد تميز المسلمون في هذا المجال بداية من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعنايته الدقيقة الفائقة لعموم المسلمين والمتميزين منهم بشكل خاص كأسامة بن زيد في القيادة وعبد الله بن عباس في الفقه وخالد بن الوليد في الشجاعة وحسان بن ثابت في الشعر وغيرهم.
وتاريخ الحضارة الإسلامية شاهد على ذلك بعلماء المسلمين المميزين في مجالات شتى وجامعاتهم المتميزة على مستوى العالم في وقتها.
أما العناية بالموهوبين في التاريخ المعاصر وبصورة منهجية علمية فبدأت تظهر عام 1869 م مع فرانسيس جالتون ( جد علم تربية الطلبة المتفوقين ) الذي ألف كتاب وراثة العبقرية ( Heredity Genius ) وأسس عيادة في لندن يقيس فيها حدة الحواس وإيجاد العلاقة بينهما وحجم الأسس وبعض الخواص الأخرى والأصول العرقية.
أتى بعده جيمس كاتال James Cattel الذي ألف مقياسا لقياس القدرات العقلية عن طريق حساب العلاقة الزمنية بين المؤثر ورد الفعل .
وفي عام 1901 م أنشأت أول مدرسة موهوبين في أميركا.
بعد ذلك أتى بينيه Binet الفرنسي الذي أختلف مع سابقيه وجمع الصفات الجسدية الحركية والفعلية لقياس قدرات الإنسان وكُلف من الحكومة الفرنسية عام 1905 م لإيجاد طريقه للتعرف على بطيئي التعلم وأقترح بعد ذلك مفهوم العمر العقلي عام 1908 م وألف مقياس بينيه وسيمون حيث أنه يعتبر تطويراً لمقياسه السابق الذكر .
وفي عام 1921 م أُنشأ أول فصل خاص بالموهوبين في المدارس العادية بولاية كيفلاند .
أما لويس تيرمان Louis Terman ( والد تربية المتفوقين ) فقد ترجم مقياس بينيه إلى الإنجليزية وألف عدداً من المقاييس الأخرى في الفترة من 1925 م – 1959 م وقد طبق المقاييس على 250ألف تلميذ وتلميذة من المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وأختار من حصل على 140 أو أكثر في المرحلة الابتدائية و135 فأكثر في المرحلة المتوسطة فحصل على 1500 تلميذ وتلميذة لقبهم بالمتفوقين الموهوبين . بدأ معهم دراسته ومتابعتهم ولمدة 50 عام انتهت بوفاته.
أما في عام 1958م فقد أُطلقت فكرة التجميع الجزئي من قبل كلوفاكس بمدينة بتسبيرج بولاية بنسلفانية الأميركية.
وفي بداية الثمانينات حاول البروفسور جوزيف رنزولي مواصلة دراسة تيرمان إلا أنه وجد العينة متفاوتة من حيث التعليم والمهن والوضع الاجتماعي والاقتصادي.
أما جليفورد ( 1959م ) فقد جاء بمفهوم جديد لتوسيع مفهوم القدرات العقلية والتكوين الذهني حيث لخصه في ثلاث أبعاد /هي العمليات العقلية ، المضمون ، والنواتج.
وفي عام 1972م وضع ميرلاند تعريفاً للموهوبين تبناه مكتب وزارة التربية والتعليم الأمريكي وهو: (الأطفال الموهوبون هم أولئك اللذين يتم التعرف والكشف عنهم بواسطة المتخصصين واللذين يمتلكون قدرات واستعدادات عالمية تؤهلهم لإنجاز وأداء متميز، وهو الأطفال اللذين يحتاجون إلى برامج وخدمات تربوية متنوعة
تتخطى ما تقدم المدرسة في برامجها العادية من أجل أن يتمكن هؤلاء الأطفال من أن يساهموا في تطوير أنفسهم ومجتمعهم).
في عام 1413 هـ كُلف فريق علمي في المملكة العربية السعودية برئاسة الأستاذ الدكتور / عبد الله النافع لإعداد بحث وطني للكشف عن الموهوبين ورعايتهم وبدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات ( الأخيرتان أدمجتا في وزارة واحدة هي وزارة التربية والتعليم ) واستغرق إنجازه خمس سنوات. وحصل في عام 1419 هـ على جائزة مكتب التربية العربي بدول الخليج حيث وفر هذا البحث الاختبارات والمقاييس العلمية المقننة على بيئة المملكة العربية السعودية ضمن برنامج للتعرف على الموهوبين وتضمن المشروع برنامجين إثرائيين تجريبيين في العلوم والرياضيات كنموذج بالإضافة إلى المفاهيم السائدة عن الموهوبين وخطة توعية في هذا المجال.
ومع بداية العام الدراسي 1418هـ أسس البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين ورعايتهم بوزارة المعارف برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الله النافع.
وفي عام 1420 هـ صدر الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي تولى رئاستها سمو ولي العهد حفظه الله وينيبه معالي وزير التربية والتعليم.
كما أُنشأت الإدارة العامة لرعاية الموهوبين في نهاية العام الهجري 1420هـ بديلاً عن البرنامج الوطني وبرئاسة الأستاذ/ علي الوزرة، ومع بداية البرنامج الوطتي بدأت مراكزرعاية الموهوبين في السعودية بالانتشار.
كما انطلق مشروع تأهيل أخصائي الموهوبين بمدارس التعليم العام في العام 1423هـ برئاسة الدكتور عبدالله الجغيمان – مؤسس البرنامج – والذي تم تعديل اسمه في العام 1424هـ إلى: برنامج رعاية الموهوبين بمدارس التعليم العام ، وذلك امتدادا لبرامج الموهوبين الأخرى ومراكز الرعاية ونكاملا للجهود في رعاية الموهوبين في هذه البلاد الغالية .
وبكم يستمر المسير بإذن الله القدير .
أهم أساليب رعاية الطلاب الموهوبين ما يلي
1- أسلوب المناقشة الحرة حيث يشترك المعلم في الحوار أو إشراك أحد الطلاب مع زملائه ويقوم المعلم بجذب الانتباه والحفاظ على سير المناقشة .
2- أسلوب التعلم عن طريق الاستكشاف (الاستقصاء) ويتركز في أهميه إعطاء الطالب فرصة التفكير المستقل واستخدام حواسه وقدراته في عملية التعلم.
3- أسلوب حل المشكلات والذي يتم من خلاله طرح سؤال محير أو موقف مربك من قبل المعلم لا يمكن اجابته عن طريق المعلومات أو المهارات الجاهزة لدى الشخص الذي يواجه هذا السؤال او الموقف مما يجعل الطالب يستنفر قدراته وصولا لحل المشكلات.
4- أسلوب فرق العمل ( التعلم التعاوني ) حيث يتم من خلاله اثراء الموضوع الرئيسي للدرس وتوزيع الطلاب في مجموعات متكافئة . وجعل الطلاب يقومون بعمليه ايجاد الحلول ومن ثم التوصل للحل الامثل.
5- أسلوب التعليم المبرمج الذي يتركز على المثير والاستجابة والايحاء ويكون مخططاً لخطواتة مسبقا. ويعتبر من افضل طرق التدريس للطلاب الموهوبين ، والذي يعتمد على سرعه الفهم ويختصر الزمن والمدى حيث تعتبر هذه الميزة إحدى سمات الموهوبين.
6- أسلوب التعلم بواسطة الحاسب الآلي كوسيلة جيدة لمحاكات الحواس ويمكن استخدامه كاسلوب لحل المشكلات ((-التعلم الذاتي – تحضير الدروس- البحوث العلميه- الاتصال)).
7- أسلوب التعليم المصغر حيث يكلف الطالب باداء مهارة يمكن ملاحظتها وتسجيلها على شريط فيديو (( مهارة الالقاء)) ومن ثم عرضها أمام عدد معين من زملائه في زمن محدد وباشراف المعلم حيث توفر طريقة التقويم الذاتي والتغذية الراجعة بالنسبه له وزملائه ومعلمه.
ويمكن تحقيق هذه الأساليب بالطرق الآتية : –
1- وضع الأهداف الملائمة للفروق الفردية يراعى فيها الطلاب الموهوبين0
2- بناء بيئة من الود والاحترام (شعور الطلاب الموهوبين بأنهم محل احترام معلميهم وزملائهم ، واعتقادهم أنهم موضع اهتمام الجميع )
3- محاولة تفهم الطلاب الموهوبين وطرق تفكيرهم وبيئاتهم ، وجعل اكتشافهم في المادة هدف يسعى إليه.
4- -استخدام أساليب تنظيمية صفية تسمح ببرامج خاصة متقدمة للموهوبين ومنها تقسيم الصف لمجموعات طلابية صغيرة ملائمة للبرامج الخاصة أو البرامج الفردية بالصف أو برنامج مجموعة المعلم والمجموعات أو الأفراد المستقلين
5- تكليف الموهوبين بمشاريع إضافية وذلك بالاستفادة من غرف مصادر التعلم بدلاً من حضور بعض الحصص .
6- التركيز على تعليم الطلاب الموهوبين الطرق المنهجية للبحث لتنظيم استنتاجاتهم وأفكارهم .
7- تنمية المستويات المعرفية العليا (التفسير ، المقارنة ، التركيب ، التقييم ، الشعور بالمشكلات ، توضيح المشكلات ، التعمق ، الافتراض ، البحث ، العلاقات، التذكر ، التفكير المتقارب ، التفكير المتباعد)
8- عدم انتقاد الأفكار أو المشاركات التي يطرحها الطلاب ومحاول تقبلها بإعادتها أو إعادة صياغتها أو اقتراح تعديلات عليها 0
9- ممارسة التقويم للأفكار وعدم التركيز على التفصيلات غير الأساسية مع تجنب إحباط الطلاب بسبب التقويم غير المنصف لهم.
10- تصميم برنامجا اثرائيا فرديا خاص داخل وخارج الصف للطالب الموهوب 0
11- الاستعانة ببعض المتخصصين في تدريس بعض المواضيع وفتح باب الحوار والمناقشة معهم
12- تقديم حصص اختيارية تحوي برنامجاً مكثفاً من محتويات إضافية وأنشطة متنوعة للطلاب
13- الاستفادة من برامج التلمذة الفردية للطلاب الموهوبين .
14- توفير مراجع للقراءات الإضافية في موضوع الدرس والإعلان عنها في نهاية الحصة
فئات الموهوبين
1ـ المتفوقون أكاديمياً وتحصيلياً:
وتمثل 60% من شريحة الموهوبين وينكب هؤلاء على التحصيل الجاد المتواصل ، ولايهتمون بالترفيه ومطيعون لآبائهم ومعلميهم ، وهم غير مبتكرين بدرجة عالية ، ولكنهم منتجون في أعمالهم. ومعظم البنات المتفوقات يندرجن تحت هذه الشريحة.
2ـ القادة الاجتماعيون:
ويمثلون 20% من شريحة الموهوبين وهم اجتماعيون وعادة ما يكونون لامعين في المجتمعات ، وتحصيلهم مرتفع ، ويتميزون بشخصيات قيادية جذابة ومحبوبة ، ويحتلون مراكز قيادية بين زملائهم ويمارسون الألعاب الجماعية. ويفضلون الوظائف ذات المراتب الكبيرة كالأطباء والمحامين ورؤساء الإدارات.
3ـ المفكرون والمبدعون:
ويمثلون 20% من مجموعة الموهوبين ، وتحصيلهم فوق المتوسط إلا أن تقديراتهم أقل من تقديرات ودرجات المجموعتين السابقتين ، ولا يرغبون في القيادة ، ولا يتفقون مع زملائهم ، وكل فرد منهم له مجاله الفكري الخاص به ، ويمتازون بالطلاقة والتعبير في الحديث ، ويقدمون الأفكار المبتكرة ، ويتمسكون برأيهم ، وليس من السهل إقناعهم. ولا يقبلون المعلومات بعلاتها ، ولكنهم يسألون لماذا وكيف ، ويبحثون عن الأسباب والدوافع والمعاني الخفية للأشياء.
ولايتهتمون بالقضايا الاجتماعية كالتلوث وزيادة السكان ، كما يرون أن التحصيل هدف في ذاته ، وتحصيلهم مستمر وينتظرون المكافأة.
4ـ الثائرون:
وتمثل أقل من 1% من شريحة الموهوبين ، وتتميز بالفردية والابتكار وعدم التكيف ،ويرجع ذلك لكرههم للنظام الإجتماعي ، ويكون تحصيلهم أقل من المتوسط ،ويميلون للرياضة الفردية ،ويعملون في مراكز الحاسوب والأعمال التي تظهر الإبتكار والفردية.