يُعدّ موضوع مناهج الموهوبين من الموضوعات الشائكة نوعاً ما وذلك يعود للتمايز الكبير فيما بين طبيعة الطلبة الموهوبين أنفسهم؛ فلا يمكن التنبوء مسبقاً بالأنواع التي سيتطلبها البرنامج، وأنواع الاهتمامات القادمة إليه. فأي تنوع واختلاف يستدعي تعدّد في مجال المناهج، كما أن الواجب يستدعي خدمة الموهوبين على اختلاف أعمارهم، ممّا يجعل من موضوع المناهج موضوعاً واسعاً وتراكمياً. أضف إلى ذلك أنّ خصوصية أهداف بعض البرامج تدفع للبحث عن مناهج متخصصة جداً تخدم أهدافاً محددة.
كما أنّ نوع البرنامج المقدم وإمكاناته تحكم مجالات المناهج وجودتها أو إمكانية تدريسها، هذا بالاضافة إلى أن فئة الطلبة الموهوبين تُعدّ فئة قليلة إذا ما قورنت ببعض شرائح المجتمع، وهذا لا يشجع مؤسسات النشر على الاهتمام بإنجاز مناهج لهذه الفئة، لأن مبيعاتها لن تكون غزيرة كغيرها من المنشورات. لذا تقع مسؤولية إعداد المناهج على عاتق المعلمين والمتخصصين بشكل رئيسي، وهذا يستدعي المزج بين التخصص الدقيق وثقافة تربية الموهوبين، بالإضافة إلى كلفة الإنفاق على المصادر، وكلفة إعداد المنهج نفسه، والتي قد تكون غير مجدية بالنسبة المؤسسات التعليمية. لذلك فإن موضوع إعداد المناهج الخاصة بالموهوبين، سواء الإعداد المتكامل أو الإعداد الجزئي وأن تأخذ شكل التخصص التراكمي والمتناغم مع حاجات التنمية مستقبلاً- يستدعي جهوداً كبيرة، وعلى المستويات الوطنية إجراء الموازنة بين كلفة إعداد المناهج الخاصة للموهوبين، وبين الفوائد المستقبلية من تجنيها المجتمعات مع إنجازات الموهوبين.
مع كل ما تقدم فالجهود العالمية والعربية والوطنية التي بذلت في مجال تربية الموهوبين لغاية الآن تشكل أسساً متينة للانطلاق نحو اهتمام دقيق بالمناهج الخاصة بالموهوبين.