حٌرموا نعمة البصر ونور العين، لكنهم لم يحُرموا البصيرة، ونور القلب، وذكاء العقل، وفصاحة اللسان .
لويس برايل 1809- 1852 – مخترع برايل للمكفوفين – الأعمى الذى أضاء العالم للمكفوفين
لويس برايل طفل صغير يفقد بصره أثناء مساعدة أمه نتيجة دخول إبرة في عينه. وعندما بلغ سن 3 سنوات أصيب بالتهاب في عينه الأخرى فأصبح كفيفاً تماماً.. كان يسيطر عليه سؤال باستمرار ”لماذا يحدث ذلك لي أنا بالذات؟!”، وشعر بالحزن البالغ والوحدة القاتلة، إلا أن هذه الإبرة التي أذهبت بصره كانت سبباً في إضاءة حياة ملايين كانوا يعيشون في الظلام.
استطاع هذا الطفل في سن السادسة عشر من عمره، من خلال ابتكار لغة «برايل»، أن يحمل الخلاص لملايين المعاقين في هذه المعمورة. وعلى الرغم من روعة الابتكار، إلا أنه لم يكن مقبولا ولا معترفا به حينها، لكنه لم يتوقف يوما عن تعليم تلاميذه به، كما أنه حاول مرات عديدة أن يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية، ولكنه كالعادة كان يقابل دائما بالرفض. ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل استطاع، بمساعدة أبيه، أن يبتكر آلة كاتبة للمكفوفين، فبات بوسع المكفوفين أن يكتبوا إلى جانب قدرتهم على القراءة.
هيلين كيلر 1880 -1968: سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر
ولدت الأديبة هيلين كيلر في مدينة توسكومبيا بالولايات المتحدة، وتعتبر إحدى رموز الإرادة الإنسانية، فبعد بلوغها التاسعة عشر شهراً اُصيبت بمرض التهاب السحايا والحمى القرمزية مما أفقدها السمع والبصر، تعلمت على يد المعلمة آن سوليفان التي قد مرت معها بمراحل متعددة لتعليمها الكلام بالإشارة والقراءة عن طريق برايل، وبدأت من خلال تعليمها معرفة الأشياء والإحساس بها عن طريق الكف، بالإضافة إلى تعليمها اللغة الإنجليزية فاستطاعت الحصول على شهادة فيها، واستطاعت كذلك دراسة الجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض حديقة منزلها حتي جعلتها تنطلق للعالم الخارجي وتعرفت على كل شيء حولها.
التحقت هيلين بمعهد كامبردج للفتيات وحصلت على بكالوريوس علوم الفلسفة، وذاعت شهرتها وبدأت في إلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات، و في أوقات فراغها كانت تتعلم السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين و الخياطة، والتحقت بعد ذلك بكلية رادكليف لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية، كما تعلمت اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية، وحصلت على شهادة الدكتوراه في العلوم والفلسفة، وقد تم اختيارها لتولي منصب سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر بفضل مجهوداتها في الدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة ،وقد ألفت ثمانية عشر كتاباً ،فرغم ما مرت به تعد من الشخصيات التي تمتعت بالإرادة القوية ولذلك سميت بـ”معجزة الإنسانية”.
د. طه حسين 1889 – 1973: من تلميذ كفيف إلي عميد الأدب العربي
يعد د.طه حسين عميد الأدب العربي أحد كبار المفكرين العرب، ورغم الصعوبات التي مر بها والتي يأتي في مقدمتها فقدانه للبصر وفقره، إلا أنه تمكن من التفوق والنبوغ فمن تلميذ كفيف بالأزهر الشريف إلى وصوله لمنصب وزير المعارف “التربية والتعليم حالياً” .ولد طه حسين بقرية الكيلو بمحافظة المنيا، وأصيب بالعمى عندما كان في الرابعة من عمره، التحق بكُتاب القرية وحفظ القرآن الكريم، ثم بالأزهر الشريف لدراسة الدين واللغة العربية، ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها التحق طه بها ودرس بها العلوم العصرية والتاريخ والجغرافيا، وبعد أن حصل علي الدكتوراه ذهب في بعثة إلى فرنسا عام 1914، وبعد عودته لمصر عين أستاذاً للتاريخ الروماني واليوناني في الجامعة المصرية، وفي عام 1925 عينته وزارة المعارف أستاذاً فيها للأدب العربي، وأصبح عميداً لكلية الآداب عام 1928، وأصبح وزيراً للمعارف، وهو صاحب فكرة مجانية التعليم.
(الامام الترمذي)
هو الامام الحافظ المتحدث محمد بن عيسى الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهورة و أحد أصحاب الكتب الستة المشهورة في الحديث كان رحمه الله أعمى، ولكنه أوتى من المواهب والأخلاق ما جعله من كبار العلماء برع في علم الحديث وصنف عدداً من الكتب النافعة المفيدة من أهمها (سنن الترمذي) و(الشمائل المحمدية) و(الزهد) توفي عام 279 هــ.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز (12 ذو الحجة 1330 هـ – 22 نوفمبر 1910 / 27 محرم 1420 هـ – 13 مايو 1999)،
قاض وفقيه سعودي، ولد في الرياض لأسرة علم، وتلقى علومه من مشايخ وعلماء بلدته، شغل منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية منذ عام 1413هـ الموافق 1992م حتى وفاته، بالإضافة لرئاسة هيئة كبار العلماء السعودية، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورأس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي، وشغل مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لخمس سنوات، حصل ابن باز على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام سنة 1402 هـ الموافق 1982م. بلغت مؤلفات ابن باز أكثر من 41 كتابًا، شملت على العديد من العلوم الشريعة من فقه وعقيدة وفتوى وفكر إسلامي.
يعد ابن باز أحد كبار علماء السنة في عصره، وحظى بإكبار وإجلال كل مشايخ عصره في أرجاء العالم الإسلامي، أما علماء السلفية فيعتبرونه إمام عصرهم، و «هو مجدد هذا القرن».
أبو العلاء المعري.. شاعر الحكماء
“أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر” من أقوال الشاعر والأديب أبو العلاء المعري الذي فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة مرض الجدري، فكان يقول لا أعرف من الألوان إلا الأحمر لأني لبست في الجدري ثوباً مصبوغاً بالعصفر لا أعرف غيره، بدأ يقرض الشعر في الحادية عشر من عمره، ثم درس اللغة والأدب والشعر بحلب وأنطاكية، زاول مهنة الشاعر والفيلسوف حيث سافر إلى وسط بغداد وجمع عدداً من الطلاب للاستماع إلى محاضراته في الشعر والنحو.
كان أبو العلاء يتميز بذكائه المفرط والحافظة القوية، وعندما زار بغداد في عام 1007 استزاد من العلم من دور كتبها وعلمائها، وبعد عودته إلى بلده معرة النعمان بدأ في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم. ويعد كتاب “رسالة الغفران” من أجمل ما كتبه المعري في النثر، ومن أعظم كتب التراث النقدي، وقد قيل أن دانتي مؤلف كتاب الكوميديا الإلهية أخذ عن أبي العلاء فكرة كتابه ومضمونه.
أسريف التركي
يعد الفنان التركي أسريف أرمجان علامة بارزة على العبقرية الإنسانية، فقد أدهش علماء أوروبا وأمريكا والسبب عجيب، فهذا الفنان لم ير النور في حياته أبداً فقد ولد كفيفاً، ورغم ذلك فهو يرسم بعقله وقلبه وإحساسه ومشاعره لوحات رائعة تجمع بين الواقعية والتعبيرية، يصور فيها الحياة في تخيلات بديعة. وتتميز لوحاته بتناسق الألوان وهي غنية بدنيا التفاصيل الصغيرة والالتزام بالمنظور.
ين هاوتسي: مكفوفة ومهندسة طيران
ين هاوتسي هي إحدى الفتيات الصينيات التي قدر لها أن تولد مكفوفة البصر، ولدت ين هاوتسي في هونغ كونغ دون أن ترى للدنيا شعاعاً واحداً من نور! ولكنها بالرغم من ذلك استطاعت أن تنهي المراحل الأولى من التعليم بتفوق واضح خصوصاً في مادة الرياضيات التحقت بكلية الهندسة وحصلت على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية بمرتبة الشرف، وكان تخصصها في مجال غريب على من هم مثلها، حيث اقتحمت مجال تصميم الطائرات الهليكوبتر.