مقياس وكسلر لذكاء الأطفال
سوف نعرض لبعض المقاييس التي تقيس أساليب المعاملة الوالدية للأطفال الموهوبين، والمقاييس والاختبارات التي تقيس الموهبة عند الأطفال؛ ومنها:
1- اختبار وكسلر.
2- مقياس ستانفورد بينيه.
3- برنامج الكورت لتعليم التفكير والكشف عن الموهوبين.
4- بطارية تورانس للإبداع.
5- أنموذج هيلدا تابا لتطوير مهارات التفكير.
6- مقياس أساليب المعاملة الوالدية للأطفال الموهوبين من وجهة نظر الأبناء لموسى نجيب موسى، وغيرها من الاختبارات والمقاييس المختلفة التي سوف نحاول أن نعرض بعضها هنا.
أولاً: اختبار وكسلر
المقدمة
إن موضوع قياس الذَّكاء من الموضوعات التي حَظِيت باهتمامٍ متزايد من قِبَل العلماء والباحثين منذ بدايات القرن المنصرم، لِمَا له من أهمية بالغة في تصنيف الأفراد.
وتهدفُ هذه الورقة إلى التعرُّف على الخصائص السيكومترية الأصلية لمقياس وكسلر للذكاء، من حيث: الصدق، والثبات، وفاعلية فقرات المقياس في صُوَرِه المعدلة والمعربة في بعض البيئات العربية؛ إذ يُعَدُّ مقياس “وكسلر” من أهم مقاييس الذكاء، ومن أهم الأدوات التي تُستخدَم في التشخيص بالنسبة للقدرة العقلية العامَّة، وللكشف عن الأطفال الموهوبين وغير الموهوبين.
وسنتعرَّض في هذه الورقة البحثية إلى مفهومِ الذِّكاء، ومن ثَمَّ التعريف بمقياس “وكسلر” لذكاء الأطفال، من حيث وصف القياس بتعريف موجز لكل قياس من المقاييس الفرعية بصورته الأصلية؛ (المقاييس اللفظية – الاختبارات الأدائية)، ثم سنتعرَّض للخصائص السيكومترية له، عارضين الصورة السعودية وخصائصها السيكومترية، ومن ثَمَّ سنعرض الصورة الأردنية وخصائصها السيكومترية، ومن ثَمَّ تصحيح المقياس، منتهين بعرضٍ لأمثلة من مقياس وكسلر، والله الموفِّق.
مفهوم الذكاء:
يشير القريوتي (1980) إلى أن الذكاء يُعتَبر مفهومًا افتراضيًّا عامًّا يتضمَّن الوظائف العقلية والمركبة؛ لذلك لا يمكن ملاحظته، وإنما نستدل عليه من خلال مظاهره الخارجية؛ مثل أشكال السلوك التي يتم ملاحظتُها في البيئة التي يعيش فيها الإنسان.
وقد تعدَّدت التعريفات للذكاء وتبايَنت، وكان من بين التعريفاتِ للذكاء تعريفُ “وكسلر” الذي انطلق فيه من أن (الذكاء هو القدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادئ، والتفكير المنطقي، والتفاعل المجدي مع البيئة)؛ (في: القريوتي 1980).
وعلى الرغم من التباين وعدم الاتفاق على تعريف الذكاء، فإن العلماء لا يزالون يقومون بصياغةِ مقاييسَ لقياس الذكاء؛ لكي يتمَّ التمييز بين الأذكياء والعاديين، وقد استخدمت لمعرفة موقع الفرد بالنسبة لمجموعة في المدرسة أو أي مجال يستخدم فيه المقياس، ولأهمية المقاييس المستخدمة لقياس الذكاء فقد كان الاهتمام واضحًا بتطوير بعض مقاييس الذكاء في منطقتنا العربية.
تعريف بمقياس وكسلر لذكاء الأطفال، المنقح في صورته الأمريكية:
نُشِر مقياس وكسلر لذكاء الأطفال سنة 1949م كمقياسٍ فردي لقياس ذكاء الأفراد سن (5 – 16) سنة.
ويجدر بنا الإشارة هنا إلى أن مقياس وكسلر لذكاء الأطفال المنقَّح قد مر بثلاث مراحل؛ هي:
1- مرحلة مقياس وكسلر بليفو “1” عام 1939، ومقياس بليفو”11″ 1944م.
2- مرحلة تطوير وكسلر لمقياسه لذكاء الأطفال، وجاء نتيجة نجاح مقياس وكسلر بليفو بجزأيه.
3- مرحلة تطوير مقياس وكسلر لذكاء الأطفال، ونشر صورة منقحة عام 1974م.
ويشير عليان (1988) إلى أنَّ عملية التنقيح للاستفادة من نتائج الدراسات التي نُشِرت على مدى خمسة وعشرين عامًا، وكانت الصورة المنقحة قد تضمنت 72% من مجموع الفقرات الأصلية، وبقيت 64% بدون تعديل، و8% أُجرِي عليها تعديلات أساسية.
وبما أننا نتحدَّث عن تطوير مقياس وكسلر، فلا بد من استعراض الفروق:
1- بترتيب الفقرات: عام 1949 في حين أن الصورة المعدلة عام 1974 رتبت فيه الفقرات على ضوء إجراءات التطبيق حيث يقدم اللفظي أولاً ثم الأدائي.
2- إجراءات التطبيق: حذفت بعض الفقرات واقتصر التطبيق على الفقرات التي تم تنقيحها.
3- حساب نسبة ذكاء المفحوص: صورة 1974 تم التركيز على حساب درجة المفحوص عن طريق تحويل الدرجة الخام إلى درجة معياريه ثم نسبة ذكاء (IQ).
كما أن من أسباب تطوير مقياس وكسلر أنه كان هناك فروق بينه وبين مقياس بينيه؛ ذلك أن بينيه انطلق في اختباره من أساس لغوي، ولم يعطِ أي أهمية للجانب الأدائي بصورة عامة، ونتيجة لذلك، فإن وكسلر اهتم بالجانب اللفظي والأدائي معًا.
وصف المقياس في صورته الأمريكية:
1- الغرض من المقياس: قياس القدرة العقلية.
2- الصفة المقاسة: الذكاء العام.
3- المدى العمري: 6 – 17 سنة.
4- درجات القياس:
• درجة ذكاء لفظي.
• درجة ذكاء أدائية.
• درجة ذكاء كلية.
5- الزمن اللازم لتطبيق الاختبار: 50 – 75 دقيقة.
6- الزمن اللازم لتفسير النتائج: 30 – 40 دقيقة.
7- التقنين: تم على 2200 طفل، كان المدى العمري ما بين 6 – 17 سنة، موزعة 100 طفل و100 طفلة، وقد روعيت بعض المتغيرات؛ مثل الجنس، والعِرْق، والمهن المختلفة، والأقليات المختلفة.
تعريف موجز لكل مقياس من المقاييس الفرعية بصورته الأصلية كما يشير إليها القريوتي:
تألَّف المقياس في صورته الأصلية من اثني عشر مقياسًا فرعيًّا (عشرة منها في التطبيق العادي، واثنان يستعملان كاختبارات احتياطية، وقد صنِّفت في مجموعتين:
أ- المقاييس اللفظية: (Verbal Scales).
1- المعلومات العامة (Information Test):
يتكوَّن هذا الاختبار من ثلاثين فقرة، مرتبة تصاعديًّا حسب مستوى صعوبتها، وتمثِّل هذه الفقرات مدى واسعًا من المعرفة، بحيث تعطي استجاباتُ الطفل مؤشرًا حول معلوماته العامة، خاصة الثقافية والاجتماعية، ويقيس هذا الاختبار القدرةَ على الفهم وترابط الأفكار، والاستيعاب اللفظي والذاكرة بعيدة المدى.
2- المتشابهات: (Similarities Test):
أ- المتناظرة: هي أربع فقرات، كل فقرة تحتوي على جملتين خبريتينِ؛ بحيث تكون الجملة الثانية مكتملةً، ويُطلَب من المفحوص إكمالها بالكلمة المناسبة؛ لقياس العَلاقة المتضمنة في الجملة الأخرى.
ب- المتشابهات: اثنتا عشرة فقرة، تتضمَّن شيئينِ أو فكرتين، بحيث يُطلَب من المفحوص معرفة الشبه بينهما.
3- الحساب: (Arithmetic Test):
يتكوَّن الاختبار من 18 مسألة حسابية تقدم شفهيًّا للمفحوص، ويُطلَب منه تقديم الإجابة دون استخدام القلم والورقة، ويكون الحل ضمنَ زمن محدَّد، ويقيس هذا الاختبار قدرةَ المفحوص على التطوُّر المعرفي من خلال التعرُّف على مدى قدرتِه على التعامل مع المفاهيم، والعمليات الحسابية المختلفة من خلال التركيز والانتباه.
4- المفردات (Vocabulary Test):
يتكوَّن هذا الاختبار من 32 مفردة مرتبة تصاعديًّا حسب مستوى التجريد الذي تتضمَّنه، ويعكسُ هذا المقياسُ القدرةَ على التعلُّم، ورصيد المفحوص من المعلومات والذاكرة وتطوُّر اللغة عند المفحوص، ويُطلَب من المفحوص أن يعبِّر شفهيًّا عن معنى المفردة.
5- الاستيعاب (Comprehension Test):
يتكوَّن هذا الاختبار من 17 فقرة مرتبة تصاعديًّا، تَقِيس القدرة على فهم المواقف السلوكية، ومعظمها تمثِّل مواقف اجتماعية.
6- إعادة الأرقام (Digit Test):
يُعتَبر هذا الاختبار من الاختبارات الاحتياطية، ويتكوَّن من جزأين:
الأول: يتكوَّن من مجموعة من الأرقام تتزايد من 3 – 9، والمطلوب إعادتُها بنفس الترتيب الذي قدِّمت فيه.
الثاني: يتكوَّن من مجموعة من الأرقام تتزايد من 2 – 8، والمطلوب إعادتها بعكس الترتيب الذي قدِّمت فيه، ويعكس الأداءُ على هذا المقياس قدرةَ المفحوص على الانتباه وسَعَة الذاكرة قصيرة المدى.
ب- الاختبارات الأدائية (Performance Scales):
1- تكميل الصور (Picture Completion):
يتكوَّن هذا الاختبار من 26 صورةً مأخوذة من الحياة العادية، ويُطلَب من المفحوص تحديدُ جزءٍ هام مفقود في كل صورة، ويعكس الأداء على المقياس قدرةَ المفحوص على التمييز بين التفاصيل الهامة وغير الهامة.
2- ترتيب الصور (Pictures Arrangement):
يتألَّف هذا الاختبار من 12 مجموعة من الصور مرتبة تصاعديًّا ويتم اختيار صور، يُطلَب من المفحوص القيامُ بتعليقات اجتماعية قد تكون لها دلالاتٌ معيَّنة، ويطلب من المفحوص أن يضع كل صورة في ترتيبها الصحيح ضمن مجموعة من الصور التي تمثِّلها، ويعكس الأداء قدرةَ المفحوص على التوقع والقدرة على التنظيم البصري.
3- تصميم المكعبات (Blocks Design):
يتكوَّن هذا الاختبار من 11 فقرة؛ حيث تُعرَض على المفحوص صورةٌ ملوَّنة بالأحمر والأبيض، ويُطلَب منه باستخدام المكعَّبات التي أمامه أن يقوم بتجميع التصميم؛ بحيث يكون ملائمًا للتصميم الذي يراه في الصورة، ويعكس القدرة على التحليل والتركيب والقدرة على التمييز الحركي البصري والتنظيم الإدراكي.
4- تجميع الأشياء (Objects Assembly):
يتكوَّن من أربعة أشياء، يُطلَب من المفحوص تجميعُ القطع التي أمامه لتكوِّنَ الشكل الذي يُعرَض عليه: (الفتاة) 7 قطع، السيارة (7 قطع)، ويعكس الأداء على هذا المقياس القدرةَ على التنظيم الإدراكي.
5- الترميز (Coding Test):
يتكوَّن هذا الاختبار من جزأين:
الأول: للأطفال الذين أعمارهم أقل من ثماني سنوات.
الثاني: للأطفال الذين أعمارهم أكثر من ثماني سنوات.
6- المتاهات (Mazes Test):
يعتبر هذا الاختبار من الاختبارات الاحتياطية، ويتكوَّن من تسع متاهات مرتَّبة تصاعديًّا؛ بحيث يُطلَب من المفحوص أن يجدَ طريقة إلى خارج المتاهة باستخدام قلم الرصاص، ويعكس الأداء القدرةَ على التخطيط والتنظيم الإدراكي.
صدق المقياس في صورته الأمريكية:
تم إجراء العديد من الدراسات على صدق المقياس، ثم تم تصنيف الدراسات في صنفين رئيسين:
1- صدق البناء (Construct Validity):
وقد أُجرِيت الدراساتُ في هذه الموضوع كدراسةِ (Kauf Man) التي أجريت عام 1975م على عيِّنة من تقنين المقياس المكوَّنة من 2200 مفحوص، في 11 فئة عمرية، بواقع 100 طفل و100 طفلة في كل فئة عمرية؛ حيث توصل إلى ثلاثة عوامل لتفسير التباين في الأداء على المقياس، وهذه العوامل هي:
الاستيعاب اللفظي – التنظيم الإدراكي – عامل التحرُّر من التشتت، وظهرت نفس العوامل في عينة على المعوقين عقليًّا، وظهرت نفسُ العوامل عند دراسة رايكس (Resichly) على البِيض والسود.
كما قدَّمت دراسة ريندلدز (Reynolds) دليلاً على صدق البناء؛ إذ أظهرت فروقًا ذات دلالة في أداء الفئات العمرية المختلفة على كل مقياس فرعي؛ حيث اتَّضح نمطٌ نمائي مع التقدم في العمر للوظائف العقلية.
2- صدق المحك: (Crersion Validity):
ينقسم إلى قسمين:
أ- الصدق التلازمي:
من الدراسات التي أكَّدت المحك التلازمي دراسةُ (Zammerman)؛ حيث خلص فيها إلى أن معاملات الارتباط في حالة الأطفال الأسوياء والمعاقين كانت 0.75، 0.71 على الترتيب، كما جاء في مقياس “وكسلر” لذكاء أطفال ما قبل المدرسة 0.81، ومقياس وكسلر لذكاء الكبار 0.95.
ب- الصدق التنبُّئي:
لخَّص ساتلر (Sattler) نتائجَ عدة دراساتٍ، وتوصل إلى أن وسيطَ معاملات ارتباط الأداء على المقياس مع المحكَّات المتمثلة في اختبارات التحصيل المقننة، أو الدرجات المدرسية – تراوح ما بين 0.30 و0.80، واعتبرت هذه المعاملات دلالات مُرْضِية.
ثبات المقياس في صورته الأمريكية:
أشارت نتائج الدراسات إلى أن معاملات الثبات النصفية بمعادلة سبيرمان تراوحت ما بين (0.91) و(0.90)، وهذا يعكس درجات عالية من الثبات للمقياس.
أما ثبات المقاييس الفرعية، فتراوحت ما بين (0.70) و(0.80)، وكان هناك أيضًا دليل على ثبات المقياس، وذلك بإعادة التطبيق على عيِّنة مكوَّنة من 303 طفل مختارين من عيِّنة التقنين، وأُعِيد تطبيق المقياس بعد شهرٍ من تطبيقه للمرة الأولى، وكانت معاملات الثبات المستخرجة (0.93) و(0.90) و(0.95) لكل من المقاييس اللفظية والأدائية والكلية، على الترتيب.
تقنين المقياس في صورته الأمريكية:
استَقَت معايير الأداء على مقياس “وكسلر” لذكاء الأطفال المنقح من أداء أفرادِ عيِّنة التقنيين المختارة، والممثِّلة للمجتمع الأمريكي؛ حيث اعتمد “وكسلر” إحصائيةَ السكان لاختيار أفراد عيِّنة؛ بحيث تمثِّل المناطق الجغرافية المختلفة، كما تمثل العِرْق والجنس والمِهَن المختلفة والمدن والرِّيف، وكان عددُ أفراد العينة 2200 طفل، بواقع (100) طفل و(100) طفلة في كل فئة عمرية، وكانت أعمارهم ما بين 6.5 – 16 سنة في (11) فئة عمرية (في: Combtion 1988).
ومما سبق يتَّضِح بأن مقياس “وكسلر” لذكاء الأطفال المنقح يتمتَّع بصدقٍ وثبات وإجراءاتِ تقنين جيِّدة؛ لذلك يمكن اعتبار مقياس “وكسلر” لذكاء الأطفال المنقح مقياسًا متميزًا لذكاء الأطفال.
الصورة السعودية من اختبار وكسلر:
لقد تم اختيار اختبار “وكسلر” للذكاء على اختبار استانفرد – بينيه في المملكة العربية السعودية؛ لتفادي اختبار “وكسلر” بعض العيوب التي كانت في اختبار بينيه.
وقد تم تعريب الجزأين (لفظي وعملي)، ويحتوي الجزءُ اللفظي على ستةِ مقاييس فرعية؛ هي: المعلومات، والمتشابهات، والحساب، والمفردات، والفهم، وإعادة الأرقام.
أما الجزء العملي، فيحتوي على ستة مقاييس فرعية؛ هي: تكملة الصورة، وترتيب الصورة، وتصميم المكعبات، وتجميع الأشياء، والمتاهات.
ترجمة الصورة السعودية من اختبار وكسلر:
تمَّت الترجمة، واستبدال بعض الأسئلة، ثم عرض الاختبار على بعض المحكِّمين وأُخِذ بمقترحاتهم، وقد استُخدِمت اللغة العربية المبسطة كأسلوب لإعطاء تعليمات الاختبارات، لتجنُّب التحيُّز البيئي في مناطق المملكة العربية السعودية.
ثبات الصورة السعودية من اختبار وكسلر:
عند استخراج معاملات الثبات تراوحت قيمُ الثبات بطريقة التجزئة النصفية بين 0.65، و0.85، للاختبارات الفرعية، وكما بلغت قيمةُ الثبات للجزء اللفظي 0.93، وللجزء العملي 0.84، وللاختبار الكلي 0.95، كما حسب الثبات بطريقة الإعادة بفاصل زمني مقداره 10 أيام، وقد تراوحت معاملات الثبات بين 0.73 و0.94 للاختبارات الفرعية، كما بلغت معاملات الثبات للأجزاء اللفظية والعملية والاختبار الكلي 0.96، 0.95 على التوالي.
كما تراوحت معاملات الثبات بطريقة “ألفا” بين 0.73 و 0.95 للاختبارات الفرعية، كما بلغت للجزء اللفظي 0.98، وللجزء العملي 0.88، وللاختبار الكلي 0.97، وتعتبر هذه قيمًا جيدة.
صدق الصورة السعودية من اختبار وكسلر:
تم التحرِّي عن صدق الاختبار بعدة طرق؛ هي: صدق التكوين الفرضي؛ حيث استُخدِم التحليل العاملي للتعرُّف على العوامل المكوِّنة للاختبار، فقد تم التوصل بالإضافة إلى العامل العام إلى ثلاثة عوامل متعلقة بالفهم اللُّغوي والتنظيم الإدراكي والتحرر من المشتتات.
كما استُخدِمت المقارنة بين الفئات العمرية المختلفة للتعرُّف على قدرة الاختبار على التمييز بينهما.
وقد أظهرت النتائج قدرةَ الاختبارِ على التمييز بين الفئات العمرية المختلفة بَدْءًا بالفئة العمرية 6 سنوات، وانتهاءً بالفئة العمرية 16 سنة.
ولقد تمت المقارنة أيضًا بين العاديين والمتخلفين عقليًّا، وأظهرت النتائج أن هذه المجموعات تختلف عن بعضها بدلالة إحصائية.
صدق التعلق بمحك:
حسبت العلاقة بين اختبارِ الذَّكاء الجمعي واختبار “وكسلر” لذكاء الأطفال المعدَّل، فبلغت 0.75؛ ممَّا يدلُّ على أن الاختبارينِ يقتسمان سمةً واحدة على الرغم من تباينهما في النهج والمحتوى.
كما حسبت العلاقة بين التحصيل الدراسي لعام (1409هـ)، والاختبار الكلي، فبلغ معامل الارتباط 0.60 كما بلغ معامل الارتباط بين الأجزاء اللفظية والعملية وبين التحصيل الدراسي 0.57 و0.58 على التوالي.
تقنين الصورة السعودية لاختبار وكسلر:
لقد تم سحبُ عينة ممثلة من البنين والبنات، بطريقة عشوائية طبقية من مدينة الرياض، وعلى اعتبار أن مدينة الرياض هي مركز تجمع سكاني يشكل الوافدين من مناطق المملكة أغلبها، وإذًا هو يمثل إلى حدٍّ كبير المجتمع السعودي، ولقد بلغت عيِّنة التقنين 1348 طالبًا وطالبة، وتم استخراج الدرجات الموزونة لكل اختبارٍ فرعي للفئات العمرية المختلفة، وللأجزاء اللفظية والعملية والاختبار الكلي، وقد اختيرت الدرجة 100 لتمثِّل متوسط الذكاء والقيمة 10 للانحراف المعياري.
الصورة الأردنية من مقياس وكسلر:
ويشيرُ عليان (1988) إلى أنه اشتملت عمليةُ إعداد المقياس في صيغته المعدلة للبيئة الأردينة، على ترجمةٍ دقيقة وتعديلات للفقرات اللفظية، التي رأى الباحثون بأن محتواها غير مناسب للبيئة الأردنية، وجرى وضع فقرات على نمط الفقرات الأصلية التي رأى الباحثون أن محتواها غير مناسب للبيئة الأردنية، وجرى تجريبُها واستخراج دلالات صدق لها في عيِّنات صغيرة في العمر، واستُبقِيت الفقرات المناسبة؛ حيث تم أيضًا ترجمةُ تعليمات الإجراء ومعايير التصحيح لكي تلائم الفقرات المناسبة.
صدق الصورة الأردنية لمقياس وكسلر:
لقد أمكن استخلاص دلالات صدقٍ للصورة الأردنية من المقياس، تمثَّلت مبدئيًّا في التحليل المنهجي الذي اعتمد في تطوير هذه الصورة، والأسس النظرية التي أُجرِيت التعديلات على أساسها.
وقد أمكن الوصول إلى دلالات صدقٍ للصورة الأردنية، واستخلص البناء العاملي لهذه الصورة في عيِّنة من الأطفال الأردنيين، وقد أظهر التحليل عاملَيْ “وكسلر” اللفظي والأدائي اللَّذين يفترضُهما البناء النظري لمقياس “وكسلر” لذكاء الأطفال.
وتم التحقُّق من صدق المقياسِ في التمييز بين الفئات العمرية 6.5 – 16.5 سنة، وكانت القيمة المستخرجة ذاتَ دلالة إحصائية عن مستوى 0.05، وذلك يعني أن الفروق في الأداء بين الفئات العمرية المختلفة كانت ذاتَ دلالة إحصائية؛ أي: إن المقياس ميَّز بين الفئات العمرية الخمسة.
ثبات الصورة الأردنية من مقياس وكسلر:
اعتمد في حساب معامل الثبات على طريقة التجزئة النصفية لكل اختبار فرعي في المقياس، باستثناء (إعادة الأرقام والترميز) اللَّذين أجريت لهما دراسة الثبات بطريقة الإعادة، وتم حساب المعاملات النصفية للدرجات اللفظية والأدائية والكلية في كل فئة بعد تجزئة كل اختبار فرعي إلى نصفين، وحساب درجة معيارية للعلامة على نصف الاختبار، واستُخرِجت بعد ذلك الدرجاتُ النصفية اللفظية والأدائية والكلية على أساس الدرجات المعيارية، وقد كان معدل الثبات للمقياس اللفظي (0.92)، والأدائي (0.91)، والمفردات (0.94).
أما معدل الثبات لإعادة الأرقام والترميز، فقد تم حسابُه بطريقة الإعادة على عيِّنة مكوَّنة من 70 طفل مختارة من العينة الرئيسية.
أما معدلات معاملات الثبات للمقاييس الفرعية، فلم تكن مثلَ معدلات الثبات للمقاييس اللفظية والأدائية والكلية، وكان أعلى هذه المعدلات للمقاييس اللفظية: المعلومات (0.82) والمتشابهات (0.80)، والمفردات (0.92)، وإعادة الأرقام (0.80).
أما المقاييس الأدائية التي حقَّقت أعلى معدل ثبات، فهي تصميم المكعبات وتكميل الصور.
تصحيح الصورة الأردنية لمقياس وكسلر:
تم تصحيح عيِّنة من الإجابات في الدراسة، وسوِّيت الفروقُ في تصحيح بعض الاستجابات القليلة التي يظهرُ اتفاقٌ على تصحيحها، وبعد جلسات نقاش تمَّ التوصُّل إلى اتفاق على تصحيح جميع الاستجابات.
وكان تطبيق التصحيح لكل عمر على حدةٍ؛ حيث كان يتمُّ التصحيح لجميع المفحوصين في فئة عمرية معينة، ثم الانتقال لتصحيح الاختبار الذي يليه.
أمثلة من اختبارات وكسلر:
• اختبار المعلومات: (Information Test):
يُطلَب من المفحوص أن يُجِيب على 30 فقرة، من مثل: كم أذن لك؟ – في أي جهةٍ تغيب الشمس؟ – في أي قارَّة يقع السودان؟
• اختبار تكميل الصور: (Picture Completion Test):
يُعرَض على المفحوص كتيب يحتوي 26 بطاقة عليها صور ناقصة، ويطلب من المفحوص ذكر الشيء الناقص في الصورة؛ مثل صورة مشط، يد، البرغي.
• اختبار المتشابهات: (Similarities Test):
يُطلَب من المفحوص ذكر وجهة الشبه بين الشمعة واللمبة والتفاح والموز.
• اختبار ترتيب الصور: (Picture Arrangement Test):
يُطلَب من المفحوص أن يرتِّب 13 مجموعة من البطاقات بطريقة صحيحة، منها مجموعة بطاقات التي تمثل الميزان، الملاكمة.
• اختبار الحساب: (Arithmetic Test):
يُطلَب من المفحوص أن يرتِّب 18 فقرة حسابية؛ مثلاً: إذا كان ثمن قطعة شكولاتة 8 قروش، فكم ثمن 3 قطع؟
• اختبار تصميم المكعبات: (Blocks Design Test):
يُطلَب من المفحوص أن يكوِّن أشكالاً مطابقة لنموذج رسوم باستخدام 9 قطع مكعب ملون نصفها باللون الأحمر والنصف الآخر باللون الأبيض.
• اختبار المفردات: (Vocabulary Test):
يُطلَب من المفحوص أن يذكر معاني مفردات؛ مثل: طاقية، الحريق، عزيز.
• اختبار تجميع الأشياء: (Objects Assembly Test):
يُطلَب من المفحوص أن يجمع قطعًا تمثِّل لوحة معيِّنة، مثل لوحة: البنت، الحصان.
• اختبار الاستيعاب: (Comprehension Test):
يُطلَب من المفحوص أن يُجِيب على 17 فقرة؛ مثل: ماذا تفعل إذا جرحت أصبعك؟ – لماذا يجب الوفاء بالوعد؟
• اختبار الترميز: (Coding Test):
يُطلَب من المفحوص أن يمثِّل رسومًا أو أشكالاً هندسية برموز معينة.
• اختبار إعادة الأرقام:
يُطلَب من المفحوص أن يُعِيد سلسلة من الأرقام بالطريقة العادية وبالطريقة العكسية (Digit Span Test).
• اختبار المتاهات:
يُطلَب من المفحوص أن يستخدم قلمَ رصاصٍ وممحاةً للخروج من المتاهات، وعددها 9 وَفْق زمن محدَّد وعددٍ من الأخطاء (Mazes Test).
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/66043/#ixzz3JDvhczV9